(1)
تعتريني الآن أطياف من الحمقى
يسيرون على درب..
مَدّه الغيم، ونامت في مهانته عصافير السكينة
..
تعتريني الآن أوهام حصار أبدي
وبقايا من حراب ودموع مّسها الموتى بأيام حزينة
فإذا حاصرني الليل قلت للحمقى تعالوا
سوف نمشي في توابيت الجنازات
ونشكو مَلك الموت إلى الله
ثم نمضي وحدنا في الظل
نمضي؛ خلفنا تمشي الجنازات
ويمشي ملل الأطياف والحمقى وحراس المدينة
فلماذا كلما شئنا تواريخا مُنقاةً من السِلِ
سقطنا في تواريخ مهينة.
(2)
ما الذي يطعنه الآن صوتي في المساء؟
اسم أسلافي اليتامى
أم بقاياي وأسمالي وتيه الفقراء
كان في الرقعة فيل وحصان ووزير
وجنود يهمسون الآن: نهوي تحت صليات الهدير
..
كان في الرقعة بيت
وملاذات لحمقى يرقصون
فوق آيات الصفير
..
عثر الوالي على ناقته
والبقايا من بقاياه تولوا
ما تبقى في رمال النفط والقحط
وأيام الضرير.
..
ما الذي يطعنه الآن صوتي؟
من سيأتي بعد هذا الموت نحوي
كي يواسيني ويعطيني قليلا من بقاياي
ويعريني من الأسمال في صمت النذير؟
(3)
خدعتني فكرتي في الحب
هل أنا الإنسان، أم مأوى يتامى وجنون؟
هل أنا صوت أخير، أم صراخ زاحف نحو الأنين؟
..
خدعتني فرصتي في الموت
وحدي سوف أبقى واقفا
وأرى الظل الأخير حين يهوي في متاهات الظنون
..
من ترى يحرسني الآن
من تمادى في غموضي
وغفا في لعنتي
ورماني في مدارات الجنون؟
إرسال تعليق