-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

في حضرة زرقاء اليمامة / الشاعر يوسف أحمد أبو ريدة


ما بعد هذا الغضا حب وأفراح

وأمنيات لها في القلب مصباحُ

قالت ومدتْ إلى كفي أناملها

لا تيأسن ففي الأبدان أرواحُ

صبرتَ، أدري، ولكن كل مكرمة

لها بصبرك أبواب ومفتاحُ

كل السراب الذي تخشى توهّجه

يذوي رويدا فلا تعجب إذا انزاحوا

هذا حصار كبيت العنكبوت إذا

ما فزّ في قلبك القدسيّ إلحاحُ

ونهر حبك، لا سد سيوقفه

ولا يبطّئه في السير سبّاحُ

ووردة في فلاة الله شامخة

تحيا، ويسقط نحو الأرض سفّاحُ

وفي اليمامة كحلي، فاتّبع أثري

وأنت مثلي، قوي الحدس لمّاحُ

اركض برجلك، لا يبقى الوباء ولا

من كنت تحسبه كالداء ينداحُ

ففي شموخك من سَمْتِ النخيل وفي

سفين قلبك للأيام ألواحُ

عصا وفائك تبدي سحر من مكروا

ولا يخيفك أشباه وأشباحُ

فاضرب بها الموج، واصعد آمنا فرحا

وسوف يغرق في اللاشيء وضّاحُ

وسوف تمضي إلى الأحلام تقطفها

ولن يخونك بعد اليوم تفّاحُ

من زمزم الحب أفراح وتكرمة

وفي يديك تباشير وإصباحُ

وفي منامك أحلام كناعمة

من الزهور، وعطر الحبّ فواحُ

وقهوة الوقت في كفيك هانئة

ووزن حبك بالألحان صداحُ

في خمرة العشق طعم الخلد ما برحت

ولا تأخر إن ألمحت إلماحُ

لسوف تنسى عذاب البعد من قدح

وتستطيب ندى كفيك أقداحُ

جاء القميص، فلا حزن ولا كمدٌ

وبعد كل ثواني الصبر أفراحُ

...

 

 

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016