الصراع بين الشاعر واللغة صراعٌ دائم ومتجدِّدٌ وعنيف
فاللغة تفرض نماذجها وسائدها وتراكيبها وحتى صورها وتقدمها كاقتراحات غير بريئة للشاعر , والشاعر يبحث عن برعمٍ لغويٍّ يتحد بشغفه وينبثقانِ معاً , وينتهي الصراع مؤقتاً مع ولادة النص الذي إما أن ينتمي للسائد اللغويِّ والشِّعري وبهذا تنتصر اللغة على الشاعر وإما أن ينتصر الشاعر بفرض انبثاقاته على اللغة / إنه جدل اللغة والشِّعر المتجدِّد والدائم .
لذلك فتنقيح ومراجعة الشاعر لقصيدته سلاحٌ ذو حدين : فإما أن يكرِّس سيطرة اللغة وسلطتها وذلك بتقليم وإزالة الانبثاقات البرية في النص , وإما أن يُقلِّم نماذج واقتراحات اللغة السائدة ويُعيد لنصِّه بعضَ انبثاقاته التي تُحرِّره من السيطرة والسلطة القاهرة التي تمتلكها اللغة / أيضاً جدلُ اللغة والشِّعر المتجدِّد .
وفي القصة المعروفة لمراجعة ازرا باوند لقصيدة اليوت الأرض اليباب وحذفه أكثر من نصف مقاطعها وجهٌ آخر لجدل السائد اللغوي والانبثاقات الشعرية العميقة التي حافظ عليها وعزَّزها ازرا باوند لذلك سمَّاه اليوت وأهدى إليه القصيدة باسم الصانع الأمهر
--------
عن صفحة الشاعر في الفيس بوك .
إرسال تعليق