-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

بالقرب من وادي الحمام / أحمد الخطيب

قصيدة أحمد الخطيب
 

مَنْ أفزعَ العصفورَ

وهوَ يضارعُ القمحَ الذي في السطحِ

مَنْ أوصى بهِ للقِطِّ

حتّى ينفضَ المعنى عن اللحم المُجفَّفِ

في النفايات القديمةِ

عند باب البيتِ؟

الغارقاتُ بكسرةِ الأحلام

أمْ صقرُ الرَّحى في الحيّ

منتَشياً بريح القوّة العمياءَ

وهو يغيِّرُ المجرى الذي اعتادتْ عليه الأرضُ

أمْ قفصٌ رأى أثرَهْ؟

 

مَنْ أفزعَ العصفورَ

واجترَّ السماءَ إلى يديهِ؟

لِغير هذا جاءَ مختصراً قلاع الريحِ

قهقه إذ رأى ولداً يمارسُ عادةً سريّةً

بالقربِ مِنْ وادي الحمام

وعادةً أخرى كمثل تطايرِ الأحلام

عن شرفاتِ أرملةٍ

تواسي عمرَها المنحوتَ

عنْ غائيةِ السَّحرةْ

 

فَرَدَ الجناحَ، وطار للأعلى

إلى غصنٍ يلامسُ كهرباء الحيِّ

فانتحلَ الهواءَ

وغابَ في الشجرةْ

 

إيقاعهُ بيدِ الخليقةِ كلِّها

مذ كان يفرشُ ألفَ شبّاكٍ

لِمَزرعةٍ تخيطُ حياتنا

نحن الذين تأقلموا

أنْ يرفعوا قمح الحياةِ مُؤنَّثاً

بعد انحناءٍ غادِرٍ

ويرى نهار العشِّ

ينسى غربةَ القصبِ الأخير على الجدارِ

يطيرُ

أرقبُهُ على الشُّباكِ

يعزفُ نغْمةً أخرى

يمرُّ كريشهِ المنتوفِ قربَ يد الصغيرةِ

يبتني ناياً ستشرقُ منهُ ريحُ الصوتِ

لا يختالُ

بلْ يمضي لِيُكملَ دورة المعنى

أراهنُ سوفَ يذهبُ

ثمَّ يحكُمُ أمرَهُ

في كلِّ ما يأتي مِنَ الثمرةْ

 

ولسوفَ يظهَرُ

كلما سنحتْ لهُ رؤيا الحياةِ

ليبتني بيتاً هنالك في أعالي

شرفةِ العشاقِ

أو يخلو  بمفردهِ

ويكتب تحت جرح يدِ الصغيرةِ

مُطمئناً

سيرةَ البررةْ

 

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016