عنِ اليَمينِ
والشِّمالِ
يَجري في
العُروقِ
دَفقٌ سابِحٌ
يُخَلخِلُ الشِّريانَ
مِنَ اليَمين
والشِّمالِ
حتى بُؤرَةً
في حَوضِهِ
يَشعُرْ بِها
كَأَنَّها
حَصىً مِنَ الصُّخور تَنزَلِقْ
أو كُتلَةٌ
مِنَ النُّجومِ تَهوي في السَّماءْ
كُلَّما
استَعَدَّ للدُخولِ واقتَرَبْ مِنَ الشِّقِ المُخَصَّصِ للسِّلاحِ
عاجَلَهُ
المُناهِضِ في الطَّريقِ
يُنزِل
المِقَصَّ ثُمَّ يَمضي
لَولا أنّي
قَدْ خَبِرتُ كيفَ يَسري
مُنذُ عامٍ
أَوْ أَقَلَّ أَو يَزيدَ
رُبَّما
أَساءْ
عَنْ يَمينِهِ
يَجري
وَ عَنْ
شِمالِهِ بلَحظَةٍ
ما انْفَكَّ
يَقبِضْ عُنوَةً على جُيوبِهِ
فَتَنفَتِق
مِنَ الغِشاءِ تِلكُمُ الرّوائِحُ التي
تَشِدُّ في
طَريقِها سَلاسِلاً مِنَ التُّرابِ
أَوْ تَجُرُّ
ما يَراهُ هَيِّناً
تَدفَعْ بِهِ
عَبرَ الأَخاديدِ التي
تُجبِرهُ أَنْ
يَخْشى مِنَ الكَلامِ
أَوْ يَحُطَّ
ما تَناقَطَ في الرِّداءْ
مُنذُ عامٍ
أَو يَزيدْ
حَمَّلَ
الهَمَّ الذي أَدْلى بِما تَهافَتَ
قاصِداً
بِأَنْ يَأْوي إلى فِراشِهِ
أَو يَكونَ في
مَكانٍ لا يُعيقَهُ
بِأَنْ يَسيرَ
في أَقَلّ مِنْ دَقيقَةٍ
إلى
الصَّندوقِ كَيْ يَضَع فيهِ الذي يَشُدَّهُ
عِنِ اليَمينِ
والشِّمالِ
لا يَأْبَه
بِأَنْ يَأتي إليهِ صاحِب البَريدِ
وإنْ أعاقَهُ
الطَّريقُ يَنظُرْ حَولَهُ
و يَختار
الإِناءْ
كانَ سَيِّداً
لِنَفسِهِ
مِنْ قَبلِ
عامٍ أَوْ يَزيدْ
كُلَّما يَنوي
إلى الصَّلاةِ في فَجرِ الليالي
قامَ
يَغتَسِلْ
لِيعومَ في
الوُضوءِ
ثُمَّ يَبقى
صامِداً حتّى تَغيب الشَّمسُ
في الحِجابِ
بَعدَها
يَفِكُّ أَزرَهُ مَتى يَشاءْ
قالَ الذي
عَرَفْ
لا تَبتَئِسْ
كُلُّ الذي
سَبَقنا مَرَّ في الزِّقاقِ
واكْتَوى مِنَ
الجَمرِ المُرتَّبِ في رُفوفِ الشَّوكِ
و انْزَوى
لِوَحدِهِ بِلا رَفيقْ
كانَ سَيِّداً
لِنَفسِهِ كَما تَقولْ
والآنَ عاشَ
في هُدوءٍ بِانتِظارٍ أَنْ يُغادِرَ الدُّنْيا
وبِانتِظارِ
أَنْ يَزولَ عَنهُ ذلكَ الوَباءْ.
إرسال تعليق