اللحام: الموسيقى وَسيلةٌ لِترقيق القلوب
نظمت مديرية ثقافة الزرقاء بتاريخ 27/11-15/12
محاضرة بعنوان " دور الموسيقى في تعزيز القيم الاجتماعية، واشتملت المحاضرة
التي قدمها الفنان هيثم اللحام، على جلستين، الأولى خصصت للأطفال واليافعين،
والثانية للكبار، وجاءت المحاضرة بدعم من وزارة الثقافة الأردنية.
في مستهل المحاضرة لفت الفنان اللحام النظر إلى
أن فوائد الاستماع إلى الموسيقى تتعدى كوتها للتسلية والمرح وتمضية الوقت إلى
انعكاس فوائدها على الصحة ومنح الإنسان نشاطا روحيا وجسديا يجعله قادرا على تأدية
أعماله اليومية بكفاءة عالية.
وأضاف إن
الدماغ يرسل أثناء الاستماع إلى الموسيقى رسائل عصبية إلى العقل الباطن
تساعد في السيطرة على زيادة الوزن، مشيراً إلى أن موقع لايف هاك يقدم مجموعة من
فوائد الاستماع للموسيقى على صحة الإنسان، تجعل من الضروري تخصيص مساحة زمنية بشكل
يومي للاستمتاع بالألحان الهادئة التي تنقل المستمع إلى عوالم أخرى من الإبداع
العقلي والفكري.
وزاد إن الموسيقى هي غذاء الروح، ولكن ماذا عن
القلب، إذ أظهرت دراسة أجريت على مرضى القلب في مستشفى ماساشوسيتش، تعافي المرضى
الذين خضعوا لعمليات جراحية في القلب لدى استماعهم للموسيقى، لمدة نصف ساعة في
اليوم، أسرع من باقي المرضى، فيما تعمل الموسيقى والإيقاعات القوية على زيادة
الروابط العصبية في الدماغ، مما يساعد على تحسين القدرات المعرفية، وتنشيط
الذاكرة.
وأشار إلى أن الباحثين وجدوا أن الاستماع إلى
الموسيقى يساعد على تخفيف الألم لدى العديد من المرضى، وذلك عن طريق صرف انتباه
الدماغ عن التفكير في الألم. كما يرسل الدماغ أثناء الاستماع إلى الموسيقى رسائل
عصبية إلى العقل الباطن تساعد في السيطرة على زيادة الوزن، ويتم تسجيل أنواع
الأطعمة التي يجب تجنبها بشكل رسائل متكررة تتزامن مع الموسيقى.
وقال خلصت
إحدى الدراسات إلى أن الاستماع إلى
الموسيقى يساعد على زيادة مستويات الإنترولوكين الذي يعمل على تعزيز جهاز المناعة،
ويكفي الاستماع ربع ساعة إلى الموسيقى بشكل يومي لهذا الغرض. إلى ذلك توصل مجموعة
من الباحثين إلى أن الموسيقى تساعد على تحسين وظائف القلب والتنفس لدى الاطفال
الخدج الذين ولدوا قبل الأوان، وكان هؤلاء الأطفال أكثر هدوءاً وقدرة على النوم
عند الاستماع إلى الموسيقى.
وبيّن أن الكثير من الجدل أثير حول نظرية "تأثير موزارت" التي
يؤكد المروجون لها، أن الاستماع إلى الموسيقي يساعد على التركيز أثناء الدراسة
ويزيد من القدرة على ترسيخ المعلومات، ويعزز هذه الفرضية كون بعض الطلاب لا
يستطيعون مراجعة دروسهم دون الاستماع للموسيقى.
وقال استعاد العديد من المرضى بعضاً من قدراتهم
الحركية، بعد الإصابة بتلف في جزء معين من الدماغ، عن طريق العزف على إحدى الآلات
الموسيقية، وذلك عن طريق السيطرة على الانفعالات والتفاعل الاجتماعي.
واعتبر أن الموسيقى والاستماع إلى مفرداتها عند
كبار السن الذين يعانون من الوحدة والاكتئاب، وخاصة عندما ينتهي بهم الحال في دور
رعاية المسنين، ساعدت الكثير من مرضى الزهايمر على استعادة ذاكرتهم ولو بشكل مؤقت.
وأوضح أن الموسيقى تعد سلاحاً ذو حدين في هذا المجال، ففي حين يساعد
الاستماع إلى الموسيقى المرحة على الشعور بالفرح والنشاط، يزيد الاستماع إلى
الموسيقى الحزينة من الشعور بالإحباط والاكتئاب.
وقال إن
الموسيقى هي التجسيد الملموس للجمال المسموع، ودونها سيغدو الإنسان كائناً،
جافاً، مُتصحراً، خاوياً، عيناً دون دمعها، وجسداً دون روحه.، لافتا النظر إلى
أن الحضارات اهتمت عبر التاريخ الإنساني
بالموسيقى، كونها حاجة ضرورية ومُلحة للإنسان؛ وهذا أدّى إلى تَطور الموسيقى حتى
وصلت إلى ما وصلت إليه من خلال عباقرةٍ آمنوا بهذا الفن، وعملوا على تطويره
والإضافة إليه.
وقال كان للموسيقى والموسيقيون أكبر الأثر في
حياةِ ، ويُمكن القول إنّ توظيفَ الموسيقى على هذا النحو قد نَبَع من قدرتها على
تَحريك المشاعر الراكدةِ في أعماقه. ويًمكن أنْ تَكون الموسيقى - التي ما هي إلّا
تجسيدٌ لِمعاني الجمال - وسيلة من وسائلِ البُعد عن المشاعر القبيحة، والتصرفات
الكريهة التي تَصدر عن الإنسان في لحظاتِ الضَّعفِ الإنسانية.
وخلص الفنان اللحام إلى أن الموسيقى تساعد على الإحساس بالآخر؛ لهذا فهي
وَسيلةٌ لِترقيق القلوب، وعلى هذا فإنَ الموسيقى تُبعِدُ من يَتذوقها، ومَن يتربى
على ثقافتِها عن الأعمال الإجرامية، وتساعد على تَقريب الناس من بعضهم؛ فهي لغةٌ
للوحدة العالمية، تجاوزت في قُدراتها كافة اللغات الأخرى. تُعطي بُعداً آخر لأيّ
عملٍ تَدخل إليه، سواءً كان فنياً أم غير ذلك، فمثلاً نرى اقتران الموسيقى
بالقنواتِ والبرامجِ المتلفزة، كما نرى اقترانها بالأفلام إلى درجةٍ صارت الموسيقى
التصويرية أو السينمائية نوعاً خاصاً من أنواع الموسيقى لها عُشاقها، ورُوادها.
وسيلةٌ من وسائل لَفتِ انتباه الناس إلى قضايا معينة، من خلال المشاعر التي تَبُثُها
في نفوس الناس، كما يَحدث في الحُروب - على سبيل المثال -؛ حيث يقوم الموسيقيون
بإنتاج مَقطوعاتٍ موسيقيةٍ مُؤثرةٍ قادرةٍ على التّأثير بكلِّ من يَستمع إليها.
وسيلةٌ تَحفز النّاس على القيام بأعمالهم، وإنجاز مهماتهم؛ لهذا فإنّ النّاس في
أحلَكِ الأوقات يَبدؤونَ بترديدِ الأناشيد المُحفزة والتي تَبُثُ الهِمَّة،
والرّوحَ المعنوية العالية في النفوس الإنسانية المتعبة.
إرسال تعليق