-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

نامي لأكتب سرَّ مرثاتي أحمد الخطيب


هل كان أعمى

حين بلَّلهُ المطرْ

وقْفاً على جسدٍ نحيلٍ تاه في الأعماق

إذ قَصَدَ البشرْ؟!

أو ظلَّ أعمى

ذلك المنديلُ لَمّا جاءني في الليلِ

خلواً مِنْ يدي

وتهالكتْ ريحي

على ملح القمرْ؟!

أو ظلَّ هذا الرُّخُ يصفو

باصطفائي

ثمَّ يسجعُ بالمطرْ

يا طفلةً سرحتْ بزهرِ الأقحوان

وهوَّمتْ بالظلِّ تحت عباءتي، ومضتْ

زرنا مقامَ الطيف واحترنا معاً

زرنا بلاداً لا أساس لها

ولكن تحت هذا الوجهِ

ظلَّ العمرُ مبتلاً بأعطاف الرياح

هل كان وجهُ الريح مبتلاً فقط؟!

نامي

لأكتبَ سرَّ مرثاتي 

وأحلمَ بالنقط

 

قيل ادخلي

    فدخلتِ

لا أفقاً تركتِ

ولا حَجَرْ

نامي على إيقاعِ هذا الشارع الممتدِّ

في كلِّ الصُّورْ

نامي لأسجع بالكلام

وبالمطرْ

 

إني أجيئُكِ

حين يُفْصَدُ مِنْ ثياب الريحِ

زهرُ الأقحوان

أدعوه متَّكِئاً على عكازة الآفاقِ

تندهشينَ مِنْ وتري الجسورْ

إني أجيئُكِ

عمّديني

فأنا انشطارُ غمامتين

وأنا انصهارُ الظلِّ في مرآة سفر الحاجبين

وأنا انتشارُ الريح في سرِّ اللحاء 

وطينةِ البلورْ

 

دخلوا فرادى

سلَّهمْ مني دخانُ الغيبِ

ناموا فرادى فوق قبري

ظلّهم ظلٌّ عليلْ

دخلوا فرادى للعويلْ

لَمْ ينحنوا لبوادر التكوينِ

في الجسدِ النحيلْ

 

قالوا لإربدَ إنَّ بعضَ الظنِّ إثمْ

في ساحةٍ مركونةٍ للموتِ

كان الظبيُ يركضُ

في ساحةٍ لجدالهم  

كانت تشعُّ سرادقُ الموتى

وكانوا يمكرونْ

 

دخلوا فرادى للمكانْ

سقطوا

وما نهضوا

وما ظهروا

وما عرفوا الأمانْ

أسرارُهم بوحُ انطفاء الليلِ 

والملكوتُ يأخذ ظلَّهم

ويدي ترتِّبُ بعضَ أشيائي

وتطلق في سجالِ الحربِ

ناي الامتحان

 

دخلوا فرادى لا أحدْ

عينان ذابلتانِ 

سيّدتان تنصهران في ورق العواطفِ

ثمَّ تحتلان هاماتِ البلدْ

دخلوا فرادى في الغيابْ

في ليلةٍ سَقَطَ الحجابْ

فتآلفتْ عكازُ جدّي مع طريقي

والتقينا

     واتَّحدنا

              …ثمَّ عاجلنا الترابْ

 


إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016