وشارعٍ
يجتره العناءُ مكدودٍ
يضيقُ
صدرُه الرحيبُ كلما
سَعى
العجوزُ حافيًا
بغمزةٍ
من رجلهِ على شقوقِه التي
تَجَلْبَبتْها
قِشرةٌ سوداءْ
كلتاهُما
كليلةٌ
زجاجتانِ
تَرعيانِ الضَّعفَ فيهما
إذ
عاثَ في ذُؤابتيهما
ما
اقتصَّه العُمْرُ المريرْ
البُشرَياتُ
هفهفتْ في بُعدها أردانُها
وما
احتواهُ بطنُه له صديدُ الحاوية
فالحِمْل
شِرْكٌ جائرٌ
يقسو
بِعسْفٍ فوق ظهرهِ الكسير
يا
ليلَنا القديم
كم
ينبغي من الرماد كي
يُفيق
الضوءُ من ليلائه الولودْ
وكي
يَكفَّ عن سباتِنا ازدِراؤك الحقودْ
هذا
اشتياقُنا إلى اهتِدائنا
متى
لقاؤنا؟
ومعتماتك
الرَّواءُ
والغذاءُ
والكساءُ
والبلاءُ
والشفاءْ
فالخوفُ
سيفٌ من غباءْ
والشارعُ
الممدودُ مكدودٌ
تَبَعثُر
الحصى على امتداده يُثير ثورةً
تَصْطكُّ
في رعونةٍ
من
تحتِ أقدامِ الحفاةِ كلّما
تسلَّلت
إلى رَصِيفهِ عصافيرُ الكلام
شُجيرةٌ
وعشُّ حسونينِ عالقيْنِ فيه يشكوانِ
فوضى
العابرينَ في القلوبِ الحاقدة
خوفٌ
يُقطّع الحروفْ
صمتٌ
يضجّ في الحلوق الراجفة
وحشرجاتُ
وردتين تندهانِ
هاؤموا
صحيفة العجوز
فوق
لُجّة من السوادِ فاقرؤوا حروفَها
لتقرعوا
ما شئتموا من الجنونِ فوقها
يا
أيها المُكتظُّ بالتعبْ
ما
زال يَصفُرُ الفراغُ في
بُطونِ
الكاظمينَ جوعَهم
وبَيدرُ
البلادِ زادٌ
من
قَتادٍ فاسدٍ
ومن
لهبْ
دُويلةٌ
ضلَّتْ وظلَّ وهمُها الميعاد
ترابُنا
حرْثٌ لها
نساؤنا
حرْث لها
رجالُنا
حرْثٌ لها
وكلُّ
ما في كلِّنا حرثٌ لها
سُلالةٌ
عادت تَجُزُّ ذاتَها بذاتِها
على
ظهورِ خيلِ عادْ
دُويلةٌ
يقودُها سبيلُ قهرها إلى فنائها
في
كلِّ تلةٍ وكلِّ واد
والشارعُ
المكدودُ والعجوزُ عاشقانِ
يُدركانِ
سرَّ ما عليهما
إغماضةُ
الكَليلتينِ للعجوزِ في
عريشٍ
هامدٍ فوق الترابْ
بُقيا
من الشهيق آخرَ الليلِ الطويلْ
لا
يأبهانْ
عِنادُ
كلٍّ منهما
يئنُّ
تحتَ وطأة الجوعِ الثقيلْ
يُغافلانِ
عتمةَ القلوبِ القاتلةْ
ويَحْلُمانِ
كلَّ ليلةٍ بنجمةِ الصباح
وريدُ
وِحدَتيهما وِرْدٌ
يُعيد
نبضَ القلبِ للحياةْ
يا
صاحبيِ الجوعِ كم
أتى
عليكما من الجناةْ؟
وكم
بغى السُّرَّاقُ
واستشرى
الشُّراة؟
15/10/2020
إرسال تعليق