حديقة ملأى بنا
أنا ونسمةٌ هنيئةٌ ومرآة نحيبةٌ ورفرفاتُ حسونٍ
تطوف بالحبور حولنا
أريكة لوزيةٌ ما زال جوفُها الذي
يئن من جنوننا
ركازَ سرنا الصغير
ظلت خبيئة لهمسنا الذي أظلنا
فزاد في ضلاله ضلالُنا
تيه له بوابة فضيَّة
يمر من مغلاقها الغوي ألف تيه
حديقة فيحاءُ لم تكن حديقة
محضَ افتراء غيمتين كانتا
ترش كل منهما الشذا
على مشارف الرؤى
وفوق جبهة المدى البعيد
ولم يكن للوقت وقتٌ
بين حالمين يمشيان
أو تمشي
على مزاج لهفتيهما الطريق
والشمس هذه الفرعاءُ
في فضائها العاري تظل عارية
تُقطِّفُ السلافَ من جدائل الضياء
كلما استدارَ الغيمُ حول شعرها الدُّريِّ
واستحمَّ في مياهِ دُرِّها الصافي
رذاذُ الماء
بحيرةٌ أمامنا
يفوحُ فيها الماء بالنعناعِ
والنسيم غربي الحنين يشتهي انثياله
جوى الظما
وجوعةُ الشوق التي يصدُّ عنها الامتلاء
وحشيةُ الهوى تَشع من ذُرورها نارٌ
تستوي بها على وجه السماء مُجتلى من نور
وكلَّما مَسِستُ من شفيف عاجِها طلاوةً
ينهى حياؤها اللطيفُ عن شفيفِ عاجها يدي
وكلَّما أردت أن أشتارَ
شهدًا من لذيذ ركبتيها خُفيةً
تشي بما أشتاره نوافذُ الخفاءْ
وكلُّ ما يسرُّها مني
وما يسرني منها ابتلاءٌ
في ابتلاءٍ
في ابتلاءْ
حديقةٌ وهمٌ
محضَ افتراء
أنا وغربتي ومرآتي نضجُّ وحدنا
وحولنا حديقة بلا شجر
حديقةٌ وهمٌ
ومرآةٌ تظلُّ فوق صفحةٍ من
الشوكِ المغطى بالنحيبِ ناحبةْ
أنا الغريبُ جالسٌ على
أريكةٍ لوزيةٍ وحدي ومرآتي معي
وليس لي وطنْ
وليس من يدين تدعوان للوثنْ
الشمس مثلنا تظلُّ سارحةْ
لا شأنَ للخوف المقيم بيننا بنا
لا شأن للذين داهموا ذمارهمْ
واستبدلوا عُوارَ ما لديهمُوا
من الجلود بالذي قد أقفلت
عليه موجعاتُ بطنِ الأرضِ من دماءْ
فكلهم عَمُوا
وكلهم خزيٌ وعارْ
يا درَّ صافي العشقِ ما زلنا كما كنا
خرافتين من وهمٍ ومن خيالْ
ووحدها مرآتي النحيبةُ استلقت معي
على أريكة تُظلنا سحابةٌ من السرورْ
نسعى إلى سموّنا
نختالُ مثلما البهاءُ فوق عرشٍ من نقاءْ
24/9/2020.
إرسال تعليق