مقاطع من تصالحتُ مع غيمةٍ لَمْ تكُنْ واعيةْ... أحمد الخطيب
أَمِلْتُ بما أَخْبَرَ الناسُ
حتّى تصالحتُ مَعْ غيمةٍ
لَمْ تكنْ واعيةْ
لهذا الذي يَنْبَني في عُروقِ الترابِ
مِنَ الزَّعفرانِ
ومِنْ حلكةِ الليلِ
والجاريةْ
فقلتُ أزيدُ الينابيعَ
قربَ الخليجِ الذي في السَّرابِ
وأمشي إلى السُّوقِ
في جُعبتي بعضُ مالي
ومالُ اليتيمِ
وأغنيةٌ في الرؤى جاريةْ!
فقاطعني سردُها المستريحُ
على حِنْطَةِ الأرصفةْ
-
أتأْذَنُ لي أنْ أعيلَ اليَتيمَ
فقلتُ لها: كم سَتنزفُ بعدَ الرُّجوعِ
إلى البيتِ صُورتُهُ الدَّاليةْ!
أَمِلْتُ بِما يحفظُ الرَّأسَ
مِنْ مَرَضٍ حين أَصحو
على لعْبَةٍ باليةْ
يُرينا اصْطِفافَ البيوتِ رِجالٌ
هُمُ الآنَ في خندقِ الموجِ
لا يَصْدُرونَ عَنِ البَهْجَةِ الأُمِّ
والانشغالِ بِما هوَ عين اليقينِ
ولكنّهمْ إذْ أُريهم يدي عاليةْ
يَمُرُّونَ كالرّيشِ في غابةٍ
مِنْ غُبارِ الوجودِ
ويتَّكِئونَ على سُحُبٍ خاليةْ!
ويمشي إلى لغتي
واحدٌ مِنْ أَغارِبِ ما يَدْفَعُونَ
إلى الرّيحِ مِنْ ظِلّهمْ
ثُمَّ يأتي إلى حُجَّتي
ويقولُ هيَ الحُجَّةُ التاليةْ!
فأنفرُ مِنْ سردهمْ باتّجاهِ اليقينِ
وأَعْمرُ قلبي
لِئلا تكون النهايةُ
كالنردِ في الرّحلةِ الخاويةْ
أَمِلْتُ بِما أَخْبَرَ النّاسُ يوماً
فأَفْلَتَ قلبي رياحينَهُ
لَمْ أكنْ قانِطاً مِنْ رُجوعِ الكناري إلى بيتهِ
غيرَ أنّي ركَضْتُ إلى رُجْمِ حَظَّينِ
حتى أضارعَ عمري
وأَفْلَتَني صاحِبٌ
لَمْ يُسربِلْ حنيني إليها
لهذا عثرتُ على قوسِها ناحِلاً
فارتَبَكْتُ
وجِئتُ لأوصلَ سِرَّ انتباهي إلى الخابيةْ
هُناك انْدَسَسْتُ على لَحْمِها سارداً
لَمْ يَفُتْني حِوارٌ
ولَمْ أقتطعْ مِنْ ثيابي نهاراً
قليلَ الخطايا
ولَمْ أنتظرْ غيمةً غازيةْ
أَمِلْتُ بأنْ أمَّحي منْ كتابي
وأنْ أغْزِلَ اللحظة الحانيةْ
لأكْتُبَ سَطرينِ عن كلِّ شيءٍ
ومَعْ كلِّ شيءٍ
أعيدُ تراتيلَ سيرتِها الرَّائيةْ
إرسال تعليق