هدنة ريثما ينتهي العمر للشاعر عمرو البطا
١
عَلَى
المَوجِ أَن يَتَخَلَّى قليلاً عن الحُلمِ
كي تَنجُوَ المَركَبَاتُ الصَغِيرهْ
عَلَى الرِّيحِ ألَّا تُبَعثِرَ شَعْرَ
العَذَارَى،
وَألَّا تَفُكَّ الضَّفِيرهْ
إذا هَبَطَتْ نَجمةٌ،
ذَاتَ ليلٍ،
إليكَ،
وقالت: "أنا الآنَ لَكْ"
أَعِدْها لِمَوقِعِها في الفَلَكْ!
وَسِرْ جانبَ الحائِطِ،
انْظُرْ إلى أسفَل القَدَمَينِ،
تَجَنَّبْ جُحُورَ الثعابينِ،
والمُخْبِرِينَ،
وقُبْلَةَ عِشقٍ قَصِيرهْ
***
2
تَحَوَّلْ إلى حَطَبٍ،
وَرَقٍ ذابِلٍ،
قُبْلَةٍ فَاتِرَهْ
تَحَوَّلْ إلى حَجَرٍ، أو حَصَاهْ
إلى أيِّ شَيْءٍ، سِوَاكَ!
لِئَلَّا تُثِيرَ دِمَاكَ لُعَابَ ذِئَابِ
الفَلاهْ
وتَحْتَ النَّوَاجِذِ مَزِّقْ،
مَعَ الخُبْزِ، رُوحَكَ،
والحُلمَ،
والذاكِرَهْ
فبَعضٌ مِنَ المَوتِ يَلزَمُ
كَيْ تَستَمِرَّ الحَيَاهْ!
***
3
إذا خِفْتَ مَوتَكَ، مِتْ قَبْلَهُ،
فَلَا يُهزَمُ الموتُ، إلَّا بِمَوْتْ!
وَدُسْ فَوقَ أعناقِ زَهْرِ البَنَفسِجِ
والأُقْحُوَانِ
إذا مَا خَطَوْتْ
وإن جاءَكَ السيلُ،
فَاغْرَقْ بِهِ دُونَ صَوْتْ
وَأَنْصِتْ لِقَلبِكَ،
حَتَّى إذا مَا تَيَقَّنْتَ أنْ فَقَدَ
النَّبْضَ،
فَاعْلَمْ بِأَنْ قد نَجَوْتْ!
***
4
مِنَ العَقْلِ ألَّا تُفَكِّرَ!
سِرْ دُونَ أنْ تتساءلَ عَمَّا يَقُودُ
إليْهِ
الطَّرِيقُ
تَلَكَّأْ
لِكَيْ تَنْتَهِيْ
قَبْلَ أَنْ يَنْتَهِيْ.
ابْنِ قَصرَ رِمَالِكَ فِي مَأمَنٍ مِن
يَدِ المَوجِ،
والرِّيحِ،
والأسئِلَهْ
دَعِ البَحرَ يِلهُو، كَمَا شَاءَ،
بِالسفُنِ المُنهَكاتِ،
وَلا تُطِعِ البَوْصَلَهْ
***
5
هُنَالِكَ تِسعُونَ ألفَ طريقٍ
لِتَختَارَ مِن
بَيْنِها:
تِسعَةٌ وثمانون ألفاً وَتِسْعُ مِئاتٍ
وتِسعٌ وتِسعُونَ مِنْها
تُؤَدِّي إلى الهَاوِيَهْ
طريقٌ وَحِيدٌ
يُؤَدِّي لِهَاوِيَةٍ ثَانِيَهْ!
إرسال تعليق