-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
  • جديد الموقع
  • جاري التحميل ...
  • جديد الموقع
  • تغيير / للشاعر مهند ساري

     تغيير
    مهند ساري

    .
    .

      غَيّرْتُ مَكْتَبتي :

    خَشَبُ الجَوْزِ أَفْضَلُ – قُلْتُ -
    وغيّرتُ ترتيبَ هذي الكُتُبْ
    فالعناوينُ دَرْبُ العيونِ ،
    فضوليّةٌ هيَ ، لكنّها لا تُضايقُني
    كالأَيادي التي تَتَحرّشُ " بالغافلاتِ "... -
    الأَيادي ذُكُوريّةٌ بِخِلافِ اسْمِها
    ولذا .. قد تُقِلُّ الأَدَبْ !
    .
    وبَدّلْتُ لَوحةَ زَيتٍ بأُخرى
    ومَوْقعَ صاحبيَ التّلِفِزيون
    ثُمّ دَهَنْتُ بِلَونٍ خفيفِ البَنَفْسَجِ
    جُدرانَ غُرفةِ صَحوي
    وأَخْفَيْتُ لونَ احتضارِ الذّهَبْ
    .
    وغيّرتُ سُجّادتي الفارسيّةَ
    قُلْتُ : لقد حانَ نومُ العجوزِ الّتي
    أَبْهجَتْني طويلًا ، وعذّبْتُها
    جيئةً وذهابًا على صوفِها المُتَجعِّدِ /
    فَلْتَسْتَريحي بمثواكِ يا أُخْتَ كِسْرى ،
    بِمَرقَدِكِ المَلَكيِّ ، وعَرشِ
    الغُبارِ الأخيرِ .. بِمَخْزَنِ بيتي
    فلا أَلَمٌ بَعْدَ يَوْمِكِ هذا
    ولا غَزَواتُ خُطًى .. أَوْ تَعَبْ
    .
    وغيّرْتُ هذي السّتائرَ /
    إنّ السّماءَ التي خَلْفَ نافذتي
    تَمْنَحُ القلبَ حاجتَهُ من هديلِ الحَمامِ ...
    هديلُ الحَمامِ مفيدٌ لصِحّةِ قلبي
    ولكنّ أَضرارَهُ الجانبيّةَ – مِن سأَمٍ
    وفداحةِ ذِكْرى الأَساطيرِ – مُؤْذيَةٌ
    وما شأْنُ قلبي بِلَوْعَتها
    وما شأْنُهُ بمصيرِ ابْنِها .. إنْ ذَهَبْ ؟!
    إذًا .. فلْتَكُنْ أُرْجوانيّةً
    وخفيفةَ لُحمَتِها والسَّدَى ،
    إنّ قلبيَ يحتاجُ أَيْضًا إلى
    فَرَحٍ غامضٍ مُشْمِسٍ
    وإلى وَعدِ وردَتِهِ بالعَبيرِ
    ونَخْلةِ مَرْيَمهِ .. بالرُّطَبْ
    .
    وبَدّلْتُ صَحْنَ الفواكِهِ ،
    فالموزُ يبدو أَشَدَّ امْتثالًا لِشَهْوةِ
    ضَيْفي
    ويبدو أَقَلَّ حَياءً إذا ما تَعَرَّى ،
    وأُقْسِمُ :
    ليسَ كذلكَ . . هذا العِنَبْ !
    .
    وغَيّرْتُ رَفّيْنِ للأَثَرِيّاتِ ،
    غَيّرتُ مِرْوَحَةً لم أَكُنْ ذاتَ يومٍ
    بها مُعْجَبًا .. والثُّرَيّا الثّقيلةَ /
    فلْيَكُنِ السّقْفُ فوقي أَخَفَّ
    لكي أَمْنَحَ الوحيَ فُرصتَهُ بِنَفاذٍ
    أَقَلَّ ازْدحامًا .. وأَسْرَعَ ،
    فالوحيُ كالماءِ في النّهْرِ :
    يَحبِسُهُ العُشْبُ حينَ يَهيجُ ويَكْثُرُ ...
    والوحيُ كالضّوءِ :
    إنْ لمْ يَجِدْ خَلَلًا في
    السّقوفِ تَكسّرَ ..
    - ماذا سَتَكْتُبُ تحتَ الثُّرَيّا منَ الشِّعْرِ ؟
    * : لا شيءَ !
    قلبي أُصيْبَ بِحَزّازِ لَيمونةٍ وعَطَبْ
    - : وكذلكَ قلبي أَنا مثْلُهُ
    قِطْعَةٌ . . منْ خَشَبْ !

    وغَيّرتُ إِسْفَنْجَ بَعضِ المقاعِدِ ،
    غَيّرتُ أَشياءَ أُخْرى أَقلَّ أَهَمّيّةً :
    كحياتي أَنا
    في حياتي هنا
    بينَ جُدرانِ غُرفَةِ صَحْوي ...
    ولِلآنَ
    لَمْ أَقْتَنِعْ بالذي قد فَعَلْتُ !
    وللآنَ
    لَمْ أَكْتَشِفْ .. ما السّبَبْ ؟!
    .
    .
    مهنّد ساري ٢٠١٩

     

    إرسال تعليق

    التعليقات



    جميع الحقوق محفوظة

    العهدة الثقافية

    2016