-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

نيسان/ موسى صالح الكسواني

 

الشمس عالية

وضوحُها مسرةُ الهناءِ

في القلوبِ الخاويةْ

نيسانُها غنى إليكَ أغنياتِ

الدفءِ يا تشرينُ حينما أغوى بك البردُ

الحقودُ في الليالي الذاويةْ

 هي اصطفاءُ النورِ

لحظةَ انطفاءِ الحالمينَ في

 متاهةٍ بين العراءِ والخَواءْ

بدايتي أنّي حبَوتُ فوقَ

مرسلاتِها

 لكي أنالَ من شعاعِها

فضائي الذي أشاءْ

بدايتي أني طفوتُ

 فوق مائها المضيءِ كي أُضاءْ

ها شعرها المُشَقّرُ الجميلُ

في شلاله الطويلِ ينشرُ ابتهاجَهُ

 على صحيفةٍ شذيةٍ

 تُنرجِسُ الذي يُرى

وما وراءَ الغيبِ خلفَ غيهباتٍ

 تستثير هامةَ الصباح كلما

 لاح الوضوحُ وارتدى وشاحَهُ النهارْ 

لا شئَ يعبرُ المرايا الكاشفاتِ

 عشقنا

أيا مليكةَ الجهاتِ غيرُ ما ترينَه

للسابحاتِ في المدى الممتدّ مما

قد علا عُلاكِ من سطوعكِ

الذي

يلذُّ في فضائه انبهارْ

يا من تُراقصين مُعجزات سرِّ

 السِّحر

في بهائك الملائكيِّ

حين تعبرينَ مثلما نُسيمةٍ

مسامَ قلبٍ هالكٍ من الجفافِ

 يستجير بالحياة للحياة

وها هي الأفلاكُ في حضورها

 نضيئها معا

 فلنحتفظْ بسرنا السحريِّ في

 شغافنا

 كي لا تنالنا المُثرثراتُ النافثاتُ

في العقد

 وباركي يا عشتروتُ عشقنا

الذي ابتدى بنا منذ اكتمالنا

 على هوادج النجوم فوق كل

 مُعتلى

ودوننا حدودُ واصفات ما

في الكون من لذاذةٍ ومشتهى

ولنتحدْ

 ككل خلق الله فيما نرتضي

ونعتقدْ

حبيبتي أيا ملاذيَ الذي

 يخبئُ الفؤادُ فيه دفقَهُ

 وبعضَ ما تثيره الشجونُ من

حنينْ

أميرتي

 نيسانُ سوف يأتي

حاملا بشارة الحياة من جديد

صغيرتي

 ما زال بي هتافُ عاشقٍ

 لطفلةٍ تموءُ مثلَ قطةٍ

 تزور كلما سجى المساءُ

قلبَ حِبِّها في حُلْمها السعيدْ

حبيبتي

 أيا عصيةَ المنالِ مثلما

 شعاعِكِ الذي يُعاند الرياحَ

 كيفما أرادَ أن يبدو

متوجَ النفاذِ في مداره العنيدْ 
___

 

* 8/11/2019

 

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016