دراسة
أسلوبية
بقلم: الشاعر والناقد عبد الرحيم جداية
إضاءة:
إن الحياة تجد طريقها دوما مثل الجدول، الذي إن حول عن مساره حفر مسارا آخرا (رواية سلالم الشرق- أمين معلوف).
أولا: ملامح مفردات النص الشعري:
يسعى الناقد للتعرف على
المفردات، الرئيسية والثانوية في النص الشعري، حيث ابتدأ هذا السعي عند الشاعر في
نصه، عندما شكل مفرداته، ليقدم رؤيته للعالم في صيغة يمكن للمتلقي أن يشكل من هذه
المفردات قيمة فنية، وفكرية، ودلالية، إن وجد العلاقة بين مفردات النص الرئيسي
والفرعي.
1- عتبة النص:
تعد عتبة النص المفردة الرئيسية التي تشكل مدخلا للولوج إلى الرؤية الكلية، التي يحتويها ديوان "ما قاله الراعي لصاحبه"،ومعرفة مدى الترابط بين عنوان الديوان والعناوين الفرعية، التي يتشكل منها ديوان هشام عودة الذي يتألف من مفردة رئيسية واحدة وخمس عشرة مفردة ثانوية، هي عناوين القصائد التي تشكل المحتوى الكلي للديوان، إضافة إلى مفردات الإهداء والتقديم التي تساهم في بث إضاءات تشكل رؤية كبرى للمحتوى الكلي الذي يحمله الديوان.
عبد الرحيم جداية |
يحمل الديوان عنوانا لافتا، جاء صيغة لفظية دلالية، حيث يتساءل القارئ: من هو الراعي ومن هو صاحبه؟، أما عنوان القصيدة التي أخذ الديوان اسمه منها، جاء بصيغة ما قاله الراعي مما يدفع القارئ للسؤال: ما الذي قاله الراعي؟ وهذه الحرفية التي قدمها لنا هشام عودة، دفعتنا إلى أكثر من سؤال عن صيغة واحدة، أضاف إليها أو حذف، وهذه العتبة أصلها (هذا ما قاله الراعي لصاحبه) حيث حذف المبتدأ من الجملة الاسمية، وبقيت الجملة ما قاله الراعي لصاحبه في محل رفع خبر للجملة الاسمية، وهذه التقنية اللغوية في التعامل مع المفردات في تراكيب فنية جمالية، حين تدفع القارئ للبحث عن مكونات الجملة والفائدة الجمالية من حذف المبتدأ والإبقاء على الخبر.
وتحمل قصيدة ما قاله الراعي صفحة (113) ستة أقوال وهي على الترتيب (قلت للبحر، قلت للصحراء، قلت للريح، قلت للنار، قلت للشارع، وقلت للراعي) مما يفصح أن الشاعر هو صوت الراوي الباحث عن الحقيقة، لكنه في قوله ( قلت للراعي) يفصح عن صاحبه، فالشاعر صاحب الراعي الذي يحاوره، ويكشف ذلك قوله في قصيدته:
"قلت للراعي
أفقت على أنين الناي
في ترنيمة المعنى
رحلت مع الرياح البكر
لكني بقيت أدور حول
منازل الأهل"
رد عليه الراعي بقوله:
"قلت لي
الليل يحضنني طويلا
حين تلتحف السماء رداءها
ويغيب وجه
كنت اعرفه
ولكني سألتك
أين قافيتي
وما لون السماء
وكيف يبدو الليل في أهدابها؟"
فيقول الشاعر:
"قلت يا الله
أمهلني قليلا
إن هذا الليل أعمى"
هذه الحوارية ألتي ابتدعها هشام عودة في قصيدة ما قاله الراعي، تكشف عن مكنونات النفس والبحث عن الذات، إذ نتعرف من خلال هذه الحوارية أن الشاعر هو الأساس في المشهد الشعري، الذي شكله بفنية مسرحية، وفي صيغة درامية ومشاهد حوارية توضح سبب اختيار المفردات، والعناوين، وهذا الفن كان الأقرب للتعبير عن حالة الشاعر وبيئته، التي يعيش فيها بين تضادات أمضى حياته في البحث الأكاديمي، والصحفي المكتوب والمسموع، والشعري والنضال ليجد مسوغاً لما آلت له الحالة الجمعية للفرد والمجتمع.
2- عناوين القصائد:
إن تدبر عناوين القصائد
هو المدخل الأساسي للتعرف إلى بنية الديوان، ومن ثم الوصول إلى البناء الفني في كل
قصيدة، والناظم الشعري الذي يجعل من الديوان وحدة فنية ذات رؤية دلالية.
إن بنية الديوان قد جاءت لتعبر عن مضمون فكري وجمالي، اللذان شكلا صورة الفعل النضالي في كتلة تأسيسية انتظمت في مقدمة الديوان في أربع قصائد وهي "القدس مبتدأ الكلام"، وقصيدة غزة التي أخذت عنوان "واحدة من بنات دمي"، وقصيدة "قرن من الشهداء" ورابعها قصيدة "وطن تعلق في إهابك"، هذه القصائد الأربعة شكلتها رؤية المناضل الذي عاش القضية مدافعا بكل ما أوتي من جهد.
تشكلت هذه الكتلة التي خصت مفردات الوطن، ورموزا ثلاثة هي القدس وغزة والشهيد، مما شكل بنية متماسكة، كانت الجناح الذي ركن إليه الشاعر، وقد جاء ترتيب القصائد على هذا الشكل بقصدية عالية كي يتعرف إلى الواقع من خلال أحاسيسه المباشرة، التي نهضت بالكتلة التأسيسية للديوان.
وقد تشكلت البنى الفنية والجمالية، المضمرة في إشارات تداولية في قصائده، التي أخذت عنوان (لم أقل شيئا، طوبى لها، الليل ليلي، ليس لي أخوة، ما قاله الراعي ) وغيرها من القصائد، والفاصل بين هاتين الكتلتين حين انتقل بحواسه من الحقيقة إلى الانعكاس، وكان وسيط المرآة، حيث قصيدته "شاهدت في المرآة" هي حلقة الوصل بين جناحي ديوانه الواقعي والمتخيل، إذ يقول في قصيدته "شاهدت أضرحة من الرمل المبعثر" ويقول "شاهدت قبرا".
ويؤكد على ذلك بقوله: "شاهدت في المرآة شرطيا"ويتبعها "شاهدت نفسي"، هذه القصيدة شكلت فاصلا بين كتلتين، لكنها في نفس الوقت كانت حلقة الوصل بين المحسوس وانعكاسه، وفي كلتا الحالتين كانت العاطفة تحمل مشاعره تجاه وطنه وقضيته، مقدما الفكرة مرة، ومقدما فتنة الجمال الشعري في بوح قصائده التي تشكل منها الديوان.
ثانيا: التكرار
ومن أهم أنواعه التكرار المتباعد، وهو تقنية تتضمن فترات متزايدة من الوقت، كفواصل من أجل استغلال تأثير التباعد النفسي، ويأتي التكرار المجتمعي بشقيه الصاعد والنازل، الذي يستخدم رياضيا إضافة إلى التكرار النسبي، مما يشكل جداولا وتوزيعا تكراريا، ومنها تستخرج الفئات.
هذا البعد الرياضي للتكرار، يدفع الناقد المتمعن للبحث في قيمة التكرار الفني في القصيدة العربية، ويقول عصام شرتح في مجلة رسائل الشعر: "إن التكرار قيمة جمالية لا غنى عنها إطلاقا في تأسيس شعرية النص في كثير من المواضع للنصوص الإبداعية، ذلك أن الشاعر من خلال التكرار يمد روابطه الأسلوبية لتضم جميع عناصر العمل الأدبي في ربط فني موح، ومجسدا الحالة النفسية الشعورية".
ويقول الدكتور رسول بلاوي عن ظاهرة التكرار ودلالاتها الفنية في شعر الدكتور علي مجيد البديري، "أنه ظاهرة فنية عرفها الشعر العربي القديم وأقبل على توظيفها كبار الشعراء مؤكدا على الدلالة النفسية والانفعالية"عادا التكرار أحد وسائل الموسيقى الداخلية، وفي رسالة الماجستير التي قدمها مهند أشتي عام 2017م في جامعة الخليل بعنوان "التكرار في شعر عبدالرحيم محمود" مؤكدا على تكرار المبنى والحروف والاسم والفعل وتكرار الجملة والعبارة، ويقول إن بواعث التكرار نفسية إيحائية إيقاعية، وقد درس التكرار عدد من الباحثين في دراسات وأطروحات أكاديمية مثل خالد فرحان البدانة الذي درس التكرار في شعر العصر العباسي الأول، معتمدا على ظاهرة التوازي والتكرار اللفظي والموضوعي بأشكالها المختلفة، كما درس التكرار في ديوان "ذئب الخطيئة " للشاعر عبدالله رضوان الدكتور عماد الضمور الذي اعتبر التكرار من أهم الظواهر الأسلوبية.
ومن هذا المنطلق حيث تجلت ظاهرة التكرار الجمالي في النص الشعري للشاعر هشام عودة، حيث شكل التكرار ظاهرة في ديوان "ما قاله الراعي لصاحبه" جاءت هذه الدراسة لسبر البعد الجمالي والفني والأسلوبي في شعر هشام عودة، الذي تجلى بأبعاده النفسية والإيقاعية.
1- التكرار الصاعد:
يعد التكرار من الظواهر
الفنية والجمالية في ديوان "ما قاله الراعي لصاحبه" وقد شكل
هذا التكرار مفتتح الدوائر الشعرية في العديد من قصائده، مما شكل ظاهرة جمالية
وفنية، ويظهر ذلك جليا في قصيدة:
1- قصيدة "القدس مبتدأ الكلام"
إذ يكرر اسم القدس خمس عشرة مرة في مواضع مختلفة لها معناها ودلالتها في كل مرة، وذلك واضح في قوله : " القدس أول ما تناثر من شعاع الشمس فوق جباهنا" وأتبعها بقوله: "القدس بوصلة الهداية للسماء" وأيضا "القدس تختصر العواصم كلها" كما يؤكد في قوله: "القدس رايتنا" ويقول: "القدس نحن" كما يقول: "القدس واقفة على حد الدماء.. القدس تكتب ما تشاء" ويكمل في دوائر أخرى مناديا للقدس بقوله: "يا قدس وحدك في سطور كتابنا الممتد" ثم يعود للقدس واصفا إياها بأنها السورة والصورة وعيد الأنبياء ومبتدأ الكلام، ويستمر بهذا التكرار الفني الجميل قائلا: " للقدس نافذتان، للقدس ألف حمامة بيضاء، للقدس ما رسم الفدائيون من دمهم، للقدس أسئلة مؤجلة" ويختم بقوله: " للقدس رائحة السماء".
2- قصيدة واحدة من بنات دمي:
في هذه القصيدة ردد الشاعر قوله: "هي الآن غزة" لكن التكرار في هذه القصيدة أخذ شكلا جديدا ليس بتكرار غزة، بل بتكرار الجملة في مبان مختلفة، محافظا على أن تكون الجملة دائرة شعرية، مفتتحها هي الآن تكتب ويردد غزة في قوله: "تقول رواية غزة" بعدها يقول: "غزة الآن"ويؤكد على هذه الجملة "غزة الآن" في دائرة شعرية حتى نهاية القصيدة.
3- قصيدة قرن من الشهداء:
تبقى الدوائر الشعرية هي حلقة التكرار في
قصيدة "قرن من الشهداء"، حيث ينهج الشاعر نهجا جديدا في
التكرار بعيدا عن اللازمة الواحدة، إذ يفتتح في هذه القصيدة كل دائرة بمفتتح يختلف
من دائرة لأخرى، لكنه يحافظ على وجود القافية التي تعطي للدوائر الشعرية سمة
التكرار، إذ يختم دوائر هذه القصيدة بقوله:
(نشيدها وكتابها، شيبها وشبابها، رشدها وصوابها، نسرها وعقابها، أو
يعيد نصابها، فأعطوا للسماء ثيابها).
فتكرار القافية كما رصدنا في قصيدة قرن من الشهداء، يعبر تعبيرا عميقا عن أسلوبية متحركة لها إطارها الذي يمثل شخصية الشاعر، من خلال السمات الأسلوبية في قصائد الديوان، حيث أخذت الدائرة في هذه القصيدة مفتتحا متغيرا، بقوله (هي ثورة الآتين، وتقول للدنيا انظري، وطن يؤذن للصلاة، هذا اقتراح القابضين، يا أيها الوطن الملثم، قرن من الشهداء، ثم يكرر قرن من الشهداء مرة أخرى).
هذا التنوع في التكرار يمثل بعدا نفسيا متغيرا عند
الشاعر بين قصيدة وأخرى، إذ تمثل القدس في قصيدته حالة معينة، ولغزة حالة أخرى،
وكذلك الشهيد، لكن التكرار الأسلوبي في القصائد الثلاث يشكل حالة كلية نضالية، أكد
عليها الشاعر أحمد الخطيب في قوله: "تعرفت إلى الشاعر هشام عودة
أثناء الدراسة الجامعية في يوغسلافيا، تبادلنا فيها آفاق الحديث، وطنيا وشعريا،
وطنيا لمست فيه انحيازه الكامل للإنسان الفلسطيني والعربي" وكأن
احمد الخطيب يتحدث عن وطنية هشام عودة تجاه القضية الفلسطينية وقضايا العروبة التي
ينتمي إليها بفكره القومي.
وفي قصيدة "وطن تعلق في إهابك" مارس هشام عودة نفس أسلوب التكرار الذي مارسه في قصيدة "قرن من الشهداء" بالحفاظ على الدوائر الشعرية، والمحافظة على القافية والتنقل إلى مفتتح دوائره الشعرية،.
4- قصيدة "شاهدت في المرآة"
في هذه القصيدة ما زال يمارس الدوائر الشعرية، والتزام قافية (الزحام، الغمام، وينام، بين الخيام) كما التزم تكرارا في مفتتح الدوائر، كانت مفردة شاهدت هي السائدة بقوله: (شاهدت أضرحة من الرمل المبعثر، شاهدت قبرا)، ثم ينتقل إلى تكرار جديد في الدائرتين التاليتين إذ يكرر (يا الله، يا الله)، يعود بعدها إلى الفعل شاهدت بقوله (شاهدت في المرآة شرطيا، شاهدت نفسي)، هذا التكرار أخذ إيقاعا فنيا جماليا بتغيير القافية ثم العودة إليها لكن البعد النفسي تجلى في اللجوء إلى الله، مما يؤشر إلى ربطه لحاسة البصر التي هي إحدى الحواس الخمس، متعاليا في طاقة فوق حسية غيبية، لا نستطيع الوصول إليه بالحواس كلها، ولكننا نستشعر وجود الله بطاقات فوق حسية.
يصل قارئ ديوان "ما
قاله الراعي لصاحبه"إلى قيمة أسلوبية في التكرار الذي وظفه هشام عودة في
مجمل قصائد ديوانه، مشيرة ومدللة هذه الدراسة الأسلوبية للتعرف إلى شخصية الشاعر
وأسلوبه الفني، وأبعاده النفسية والإيقاعية، كما تحملنا دراسة ناديا مداني في
دراستها من جامعة بسكرة التي جاءت بعنوان "الخصائص
الأسلوبية في ديوان "في القدس" للشاعر تميم البرغوثي" تركيزا
على الاتجاهات الأسلوبية، وهي الأسلوبية التعبيرية والأسلوبية البنيوية والأسلوبية
الأدبية، أو ما يسمى بأسلوبية الكاتب، حيث ركزت الباحثة على قيمة الانطلاق في
البحث الأسلوبي في العمل الأدبي، بوصفه كيانا لغويا قائما بذاته، معتبرة إن البحث
الأسلوبي هو بمثابة حلقة الوصل بين اللغة وتاريخ الأدب، لأن معالجة النص تفضي
بالقارئ، إلى الكشف عن الظروف المصاحبة له، وأن الظاهرة الأسلوبية هي الانزياح
الشخصي الذي يميز الاستعمال اللغوي للكاتب بخلاف الاستعمال العادي للغة.
وفي هذه الدراسة يستخلص القارئ نمطا شعريا خاصا في ديوان "ما قاله الراعي لصاحبه" حيث استفاد الشاعر من التكرار فنيا في بناء القصيدة ذات الدوائر الشعرية المتعددة، ولم يكتب القصيدة ذات الدائرة الشعرية الواحدة، لأن التكرار ساعد الشاعر في التحكم في النفس الشعري والدفقة الشعورية عند الشاعر، كما ساهم التكرار في معالجة الموضوع من زوايا مختلفة تعالج كل دائرة حالة ما تطرحها القصيدة، وهذه الفنية ذات سمة التكرار أعطت مساحة حرة لتنقل الشاعر بين دائرة وأخرى في نفس القصيدة مشكلا تصاعدا فنيا في البناء الشعري، ليتتبع القارئ الدوائر الشعرية المقفاة حسب رؤية الشاعر وتحكمه في المدى الصوتي الأكوستيكي للقصيدة.
2- التكرار الأفقي
إن
دراسة التكرار التي تم رصدها في قصائد الديوان كل على حدا شكل دراسة رأسية، عندما
يتتبع الناقد التكرار داخل القصيدة الواحدة من مفتتحها إلى دوائرها فقوافيها، ورصد
البعد النفسي والإيقاعي للقصيدة الواحدة، التي تمثل كل واحدة منها جانبا من شخصية
الشاعر هشام عودة جماليا ونفسيا.
أما
التكرار الأفقي، فهو تتبع ألفاظ أو مفردات وتراكيب وصيغ بلاغية، استخدمها الشاعر
في مجمل قصائد ديوانه، ومن أهم هذه المفردات الدالة أسلوبيا في تكرارها، هي (الوطن،
الشهيد، المنفى، الليل، العشق)التي وظفها في العديد من قصائده، ليحمل الديوان
دلالة أسلوبية كلية، ومن أهم هذه المفردات التي سيدرسها الناقد ممثلة لأسلوبية
التكرار في قصائد ديوان "هذا ما قاله الراعي لصاحبه" هي مفردة الوطن.
الوطن:
1- وفي الطريق إلى منازلنا
العتيقة ص 36 من قصيدة القدس مبتدأ الكلام
2- وطن من
التاريخ ص 38 من قصيدة القدس مبتدأ الكلام
3- هي الآن غزة فوق البلاد
جميعا ص 46 من قصيدة واحدة من بنات دمي
4- شمس البلاد التي لا
تغيب /غزة ص 49 من قصيدة واحدة من بنات دمي
5- في مساء البلاد
البعيدة ص 50 من قصيدة واحدة من بنات دمي
6- والحالمون بكل فلسطين ص
51 من قصيدة واحدة من بنات دمي
7- وثورة الوطن المقيم ص
57 من قصيدة قرن من الشهداء
8- وطن يؤذن للصلاة ص 58
من قصيدة قرن من الشهداء
9- يا أيها الوطن الملثم ص
60 من قصيدة قرن من الشهداء
10- والزمن
الفلسطيني ص 61 قصيدة قرن من الشهداء
11- والحجر
الفلسطيني ص 62 من قصيدة قرن من الشهداء
12- وطن
تعلق في إهابك ص 67 عنوان القصيدة وطن تعلق في إهابك
13- فيا
وطنا تجمع في يديك ص 68 من قصيدة وطن تعلق في إهابك
14- إلى
وطن تعلق في إهابك ص 72 من قصيدة وطن تعلق في إهابك
15- هنا
كانت فلسطين الجريحة قرب بابك ص 72 من قصيدة وطن تعلق في إهابك
16- إن
لي وطنا تعلق في إهابك ص 72
17- إن
لي وطنا تعلق في إهابك ص 72
18- وعن
وطن تمدد في قصائدنا ص 121 من قصيدة ما قاله الراعي
19- ويلف
ما حفظته البلاد ص 137 من قصيدة أصغر من رغيف جائع
20- يعيد
البلاد إلى مبتغاها ص 149 من قصيدة صورتها
21- يا
بلادي نحن ما زلنا صغارا ص 155 من قصيدة تراتيل
22- ولا
صوتا ينادي يا بلادي يا بلادي ص 156 من قصيدة تراتيل
23- كل
البلاد واحدة ووحدها بلادنا تبقى على سفر ص 162 من قصيدة تراتيل
24- كانت
تراتيل أمي تداعب خابية البيت ص 164 من قصيدة تراتيل
25- في
وطن مثقل بالرزايا ص 165 من قصيدة تراتيل
وجد الباحث خمس وعشرين لفظا دالا على الوطن، حيث تشكلت في تكرارات أربعة حيث أخذ لفظ الوطن احد عشر تكرارا أما لفظ البلاد فقد أخذ ثمانية تكرارات وأخذ لفظ فلسطين خمسة تكرارات ولفظ خابية البيت مرة واحدة، هذه التكرارات ذات دلالة على الانتماء والولاء لفلسطين التي تدل دلالة واضحة على الوطن بمسماه الأصلي والتاريخي، فلسطين أو فلستيا الاسم التاريخي لفلسطين.
وهذا يذكرنا بقول أحمد شوقي: "وطني لو شغلت بالخلد عنه ..نازعتني إليه بالخلد نفسي" وكما قال أمير مكة قتادة أبو عزيز لأمير ركب الحج حسام الدين ابن أبي فراس الذي دعاه لزيارة الخليفة في بغداد "بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ظنوا علي كرام" أما ميسون زوجة معاوية فقد حنت لأهلها وبلادها فتركت بيت الخلافة وقالت : "لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قصر منيف ولبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف" وهذا يذكرنا بالنبي المصطفى عندما هاجر من مكة إلى المدينة وقف وقال: "والله إنك احب بلاد الأرض إلي لولا أن أهلك أخرجوني منها ما خرجت".
وهذه الشواهد تدل دلالة واضحة على الحنين والعودة إلى مسقط الرأس والبلاد وهذا حنين ووجع إنساني لا يقابله إلا المنفى والغربة، إذ أخذت لفظة المنفى معنى مضاد لقيمة الوطن، حتى وإن كانت الهجرة قسرية أو طوعية، وما ينتج عن هذه الهجرات القسرية في المنافي هو الحنين والاغتراب إلى الوطن.
وبعد قراءة هذه التكرارات الرأسية والأفقية، في ديوان ما قاله الراعي لصاحبه للشاعر هشام عودة، الذي يمارس حسه الإنساني تجاه وطنه، بنضال الشاعر ونضال الإعلامي ونضال الباحث عن توثيق الوطن بذكرياته ليبقى هاجس العودة طريقا له ولأبنائه وهذا ما قدمه لنا بتكرار مفردات الوطن والمنفى والشهيد، حيث التضحية التي قدمها الشهداء بالروح والدم، أما مفردة البلاد في تكراراتها، فهي ذاكرة الآباء والأجداد في استحضار البلاد في ذاكرتهم، وسرد القصص لأطفالهم، حتى تناقلها الأبناء عن الآباء، والآباء عن الأجداد، فأصبح الحنين حالة جمعية رغم الغربة والمنفى.
وكثيرا ما دلت مفردة البلاد في تكرارها على القرية أو المدينة التي نزح منها الفلسطيني، أما تكرار البيت فقد ذكر الجزء وأراد الكل، فذكر البيت يعني فلسطين ويعني البلاد ويعني القرية والمدينة التي خرج منها وبهذا فإن الشاعر قد رسم خارطة الوطن ضمن العالم، فأخذ الوطن لونا واحدا، وأخذ العالم لونا آخر يسمى المنفى، فالوطن واحد والمنفى متعدد الأشكال والألوان، وهذا يقودنا عند ذكر الوطن إلى نظرية الآحاد عند ابن عربي/ والتصاق الشاعر بهذا الوطن الواحد، الذي لا يجد له بديلا في الأرض مهما اتسعت له الأرض، ومهما ضاقت عليه البلاد.
ويقول الشاعر بأن الوطن
قديم بأرضه وسماءه، قديم بتاريخه قديم بأسمائه، قديم ببلداته وقراه ومدنه، قديم
ببحره وشاطئه ومراكبه، قديم بجباله ووديانه وسهوله، وبهذا يؤكد على معنى الحادث،
فالحادث ذلك الكيان السرطاني الطارئ على أرض فلسطين الوطن الأزلي، وأما الطارئون سيزولون،
وهم يجرون أذيال الخيبة حتى لو رفعوا شعار القومية اليهودية على ارض فلسطين.
_____
*(قدمت هذه الدراسة في 28 تشرين أول 2019م في بيت الثقافة والفنون/ عمان في حفل توقيع ديوان ما قاله الراعي لصاحبه للشاعر هشام عودة)
إرسال تعليق