أحبّكِ
.. حبَّ الرضيع
إذا ما اشتهى ثديَ أمٍّ رؤومْ
أحبّك .. كلّي اشتهاءٌ
و حضنك بحرٌ فكيف أعومْ ؟
أحبّكِ أدري بأن دمائي
شعاعٌ من الذكرياتْ
وأني تنفّستُ من راحتيكِ الحياةْ ..
أحبُّ العصافير
حين تزقزقُ فوق الغديرْ
وحين تطيرْ
وأنتِ على همسها تنشرين العبيرْ
على وقعها تعبرين
بخطوٍ تشبّث بالحالمين
ولما اقتربنا .. اغتربنا
وفي الصحو تغفو الزنابقُ
فوق الشفاه
فمن ينشر القبلات
أهذي الفراشات أم القبّراتُ ؟
عبرن ..و أحلامنا ما تزال
على نخلةٍ في النسيم
وبين التراتيل بعد الصلاة
فكم مرّةً تتركين دموعي
على الخدّ منسيّةً
ولا مَنْ رآها ولا مَنْ سمَعْ
وقلبي ينادي ولا تسمعين الوجع
وأجمل ما تلفظين : حبيبي ..
حبيبي تعال ..
مضى العُمْرُ مثل رفوف الغمامْ
وفِي القلب حبٌّ قديمٌ ينامْ
يعيش ُ كطفلٍ معي
كلّما قمتُ .. قامْ
.... ربَّما أيقظوا الضوءَ في صخرةٍ
أورقت لغةً في الرخامْ
كلُّ شمس ٍ تنامْ
غير شمس الكلام
....وقفتُ على النهر
أشكو جروحي
وكيف الوصول إليها
وكيف ألملمُ روحي؟
ونزفي الهواءُ المعذّبُ
بين السفوحِ
.... افترقنا..
وكُنتِ هنا في ضلوعي
وفي كلِّ عطرٍ أراكِ
وفي كلّ فجرٍ تسيلُ
مع الشوق حباً دموعي
غرستُ شجيّرةَ توتٍ
ببستان صبري الجميل
وفي كل يومٍ يمرُّ
أمشّطُ سعفَ النخيلْ
أعدّ الدقائق ،
علّ العصافير تأتي بتلك الزنابق
كي لا أنام ..وكيف ينامُ العليلْ؟
....بعد عشرين عاماً من الصمت
قالت: أحبُكَ
يكفي التخَاتل ما بيننا والخداعْ
فالتقينا على لهفةٍ والتياعْ
هي خائفةٌ وأنا خائفٌ من صعود القلاعْ
إرسال تعليق