يُنْبُوعٌ مِنَ الشِّعْرِ وَالحُبّ
أنْتِ يَا ذيْبَانُ...كُلَّمَا أجْدَبَتْ
فِيْكِ فَلاةٌ
عَطِشَتْ لَهَا
عَمَّانُ
وَبَكَتْ لَهَا كُلُّ
المَدَائِنِ وَالقُرَى...مَنْ لِعَمَّانَ غَيْرُكِ؟
لَوْ بَكَى فِيْهَا
رَضِيْعٌ
أوْ تَعَثَّرَ فِيْهَا
كَهْلٌ...مَنْ لِعَمَّانَ غَيْرُكِ
لَوْ حَمْحَمَتْ بِهَا
خَيْلٌ
وَاشْتَدَّ الصَّهيْلُ
• * *
أنْتِ أنْتِ
يا دُرَّةَ الأزْمَانِ
مِنْ عَهْدِ ( مَيْشَع)وَعَاصِمَةَ المَمَالِكِ مِنْ عَهْدِ (
كَمُوشِيْت )وَمَلاذَ النَّبيّينَ وَالأولِيَاء
ذيْبَانُ يا حَارِسَةَ
المَحَبّةِ
يا ابْنَةَ السّيْفِ
والضّيْفِ
عَلَى مَرِّ الخُطَى
الَّتي عَبَرَتْ طَريْقَ المُلُوكِ
نَحْوَ غَايَتِهَا
• *. *
هُنَا
هُنَا أجْدَاثُ مَنْ
رَحَلُوا
مَنْ رَكِبُوا الّليْلَ
عَلَى عَجَلٍ
يَمْلؤون اتّسَاعَ
المَدَى بِالحِدَاءِ وَبِالأغَانِي..هُنَا
هُنَا القَابِضُونَ
عَلَى جَمْرِ الحَقِيْقَةِ
هُنَا الواقِفُونَ
عَلَى نَاصِيَةِ الحُلُمِ الَّذِي لا يَجِيءُ
هُنَا المُتَمَسِّكُونَ
بِالتُّرَابِ المُرِّ
هُنَا أبْنَاءُ
الرِّسَالاتِ الكَرِيْمَةِ ،
أبْنَاءُ الحِكَايَاتِ
العَظِيْمَةِ
هُنَا المَاسِكُونَ
الشَّمْسَ مِنْ أطْرَافِهَا، كَيْ تَظَلَّ مُشْرِقَةً عَلَى عَمَّانَ ، وَعَلَى
حُقُولِ القَمْحِ فِي بِيْسَان
هُنَا الزَّارِعُونَ
الوَاهِبُونَ
المَانِحُونَ
لِكَيْ لا يَمُوتَ
الحُبُّ فِي القُلُوبِ الوَاجِفَةِ...ذيْبَانُ آخِرُ
النَّخْلاتِ فِي بَسَاتِيْنِ البِلادِ
والزَّيْتُونَةُ
الَّتِي تُعْطِي وَمَا عَجِزَتْ رُغْمَ سِنِيْنِ القَحْطِ وَالعَطَشِ اللّعِيْن
ذِيْبَانُ آخِرُ
القِلاعِ الشُّمِّ لَوْ تَدْرُون،
وَمَا فَتِئَتْ تَصُدُّ الرِّيْحَ والطّوفَانَ عَنْ بِلادِ
المِلْحِ وَالنُّكْرَان...
(٢)
مِنْ وَطْءِ أقْدَامِ الرِّجَالِ هُنا،
عَلَى هَذَا التُّرَابِ
تَطَايَرَتْ حَبَّاتُهُ
تِبْرَاً وَطيْبْ .وَخُيُولُهُمْ صَهَلَتْ هُنَا
رَكَضَتْ عَلَى ظَمَأ
الصَّحَاري
عِنْدَمَا عَطِشَتْ
كُرومُ الخَوْخِ
فِي الوَادِي
الخَصِيْبْ .عَرَقٌ يَسِحُّ عَلَى نَوَاصِيْهَا
فَيَسْقِي زَعْتَرَاً
قَدْ حَفَّ رَيَّانَاً
سَنَابِكَهَا
وَمُبْتَهِجَاً
لِفَزْعَتِهَا وَسُقْيَاهَا الرَّطِيْبْ .إذْ هَكَذَا حَتَّى
النَّبَاتُ هُنَا
عَلَى السَّهْلِ
السَّخِيِّ لَهُ كَرَامَاتٌ
إذَا وُطِئَتْ
تَمَلْمَلَ فِي
مَكَامِنِهِ
وَيَدْعُوا اللهَ
بِالبُشْرَى
وَبِالنَصْرِ
القَرِيْبْ.
***
وَهُنَا صَدَى
التَّكْبِيْرِ وَالتَّسْبِيْحِ أسْمَعُهُ
عَلَى أفْوَاهِ مَنْ
بِالتَّضْحِيَاتِ
يُمَانِعُونَ الرِّيْحَ
كَيْ تَبْقَى
حَدِيْقَتُنَا
مُحَمَّلَةً
بِسُكّرِهَا الرَّغِيْدْ .وَنُقَاسِمُ الأحْبَابَ بَيْدَرَنَا الَّذِي
غَلَّتْ سَنَابِلُهُ
-بِحَوْلِ الله -
مَا دَامَتْ يَدُ
الزَّرَّاعِ طَيّبَةَ البِيُودْ .المُؤابِيُّونَ ،
الضِّياءُ الفذِّ
أعْلامُ النُّبُوءاتِ
الَّتِي ابْيَضَّتْ صَحَائِفُهَا هُنَا
وَهُنَاكَ قَدْ
لَمَعَتْ صَفَائحُهَا وَصِيْدْ .فَلَهُمْ عَلَى
التَّاريْخِ مَوْقِعَةٌ إذَا وَقَعَتْ
بِهَا طَاحَتْ رُؤوسٌ
خَاوِيَاتٌ
وَانْحَنَتْ لَهُمُ
العُقُولُ النَّابِغَاتُ تُجِلُّ
وَامْتَثَلَتْ لَهُمْ
فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ البُنُودْ .هَلْ شَاعِرٌ مِثْلِي
سَيُدْرِكُ وَصْفَ
دَوْحَتِهِمْ ؟
فَلا وَالله هُمْ
فَوْقَ الَّذِي قَدْ قِيْلَ
أوْ سَيُقَالُ
إذْ لِبُلُوغِهِمْ
عَجِزَ القَصِيْدْ .
***
وَهُنَا جُنُودُ
الحَقِّ قَدْ مَلَؤوا
سُهُوبَ المَجْدِ
وَاحْتَشَدُوا
تُظَلِّلُهُمْ
رَايَةٌ مَزْروعَةٌ فِي
القَلْبِ
قَدْ وَرِثُوا
سِقَايَتَهَا
مِنْ قَلْبٍ إلى قَلْبِ .يَا مُؤابيُّونَ
يَا جَيْشَ المُروءَةِ
خَالِصَاً وَمُخلِّصَاً
مُتربِّصُونَ ،
مُرابِطُونَ عَلَى
الحِمَى
لا يَعْجَزُ الجَيْشُ
الَّذِي بِحِمايَةِ الرَّبِّ .فَلَكُمْ عَطَاءُ الحُبِّ بِالحُسْنَى
وَلا كَلَّتْ
عَطَاياكُمْ بِهِ
وَلَكُمْ حِرابُ
المَوْتِ بِالحَرْبِ .يَا ويْلُ مَنْ ظَلَّ الخُطَى
لِسَوادِ فِكْرتِهِ
هُنَا
حَتْمَاً سَيَذْكُرُ
الطَّعَنَاتِ في آذَارِ ،
عنْدَ وعُورَةِ
الدَّرْبِ
.
إرسال تعليق