ترددت صدى كلمات الأديب والروائي الأردني الراحل جمال ناجي من خلال شخصيات روايته الأخيرة "ثلوج الليلة الأخيرة" التي أنهاها قبل رحيله بأيام قليلة في حفل إشهارها الذي نظمه المركز الثقافي العربي بحضور وزير الثقافة وزير الشباب الدكتور محمد أبو رمان مساء أمس.
وأعادت الرواية الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع في عمان بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لرحيل كاتبها، وتزين غلافها بآخر لوحة رسمها، إلى الأذهان مسيرة الروائي، ومشروعه الروائي، ومنجزه السردي الجميل الذي اتسم بالإبداع والتميز من خلال قصة الصديقين كايد وعثمان شخصيتي الرواية الأخيرة التي كتب ناجي في مقدمتها: كل ما فعلته أنني أعدت ترتيب حكاياتهم، ومناكفاتهم، ومؤامراتهم. وقال مدير المركز الثقافي العربي الكاتب جمال القيسي في الحفل الذي أقيم في المركز الثقافي الملكي أن الواجب الثقافي والوطني والإنساني يستلزم منا جميعا تجاه أجيال القراءة مسؤولية الاضطلاع بتسليط الضوء بشكل أكبر على أدب الراحل ناجي، والعمل معا لإيصال قطاف وثمار جمال ناجي إلى مختلف الشرائح وفق رؤية واضحة تستهدف القارىء الأردني أولا ومن ثم العربي والعالمي، مضيفا أن الكنوز القصصية والروائية التي خلفها الراحل تمثل إحدى ملامح الهوية المكانية والزمانية والنفسية والسياسية بقابلها الإبداعي.
وأشار إلى سعي المركز الثقافي العربي إلى طباعة الأعمال الكاملة للأديب جمال ناجي في جزأين؛ الرواية في جزء، والقصة في آخر في حال توفر الدعم اللازم للفكرة، مبينا أن المركز يمد يده إلى مؤسسات المجتمع لإطلاق جائزة جمال ناجي للرواية العربية تقديرا لمكانة الراحل العالية في سماء الإبداع العربي وإسهاما بالتعريف بالأدب الأردني بشكل عام.
أما المؤرخة، وأستاذة التاريخ الدكتورة هند أبو الشعر، قالت ان ناجي يكاشف من خلال روايته الأخيرة القارىء بعلاقته بشخوصها؛ وهي مكاشفة ذكية وصادمة عن علاقته التي تميزت ببساطة، وبطريقة مدهشة، متسائلة عمن يعيش في أفكار الأخر الشخصيات أو المؤلف في الرواية حتى خرج الكاتب بنتيجة جميلة، استعادت لنا الروائي جمال ناجي الذي توهجت كلماته في حياتنا منذ 40 عاما.
من جهته، أوضح الناقد فخري صالح الذي اطلع على الرواية منذ بداية كتابتها أن المبدعين عندما يرحلون يتركون أجزاء من عقولهم، وأفكارهم، وروحهم في ما كتبوه، وجمال ناجي من هؤلاء، مبينا أن الرواية خيط في النسيج المتشابك في أعماله الروائية والقصصية تمثل أسلوبه وطريقته في تحريك الشخصيات، وفي حبك السرد، وفي الطريقة التي يوصل بها القارئ إلى البؤرة السردية التي يقوم عليها عمله الروائي. ووصف رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، وناشر الرواية فتحي البس علاقته بالكاتب الراحل التي كانت نتاجا لتجارب، وتقارب فكري، وتوافق سياسي على كثير من القضايا، وغضب مشترك من أحوال الأمة، وحسرة مشتركة على ما حل في العالم من تغول القوى العظمى، والعولمة، ومن التطورات المتلاحقة في الدول العربية، وتراجع قوى التنوير، صاحبها إيمان مشترك بالثقافة ودورها في تشكيل وعي نقيض لما هو سائد. كما تحدث رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الأسبق الدكتور أحمد ماضي عن جمال ناجي الذي بدأ شاعرا، ولكنه لم يواصل ذلك، مبينا انه كان نقابيا من الطراز الأول إلى جانب إبداعه في القصة، والرواية.
وفي نهاية حفل إشهار الرواية
الذي أداره الكاتب مفلح العدوان، كرم وزير الثقافة الدكتور أبو رمان أسرة فيلم
"جمال ناجي، سفير الأرواح والأماكن المنسية" الذي أنتجته وزارة الثقافة،
ويسلط الضوء على تجربة الروائي ناجي الإبداعية، وكتبه جمال القيسي، وأخرجه محمد
خابور، وبصوت الفنان أسعد خليفة.
-- (بترا)
إرسال تعليق