قال الشاعر أحمد طناش شطناوي في مستهل تقديمه لحفل التكريم الذي نظمه التجمع العربي للأدب والإبداع بالتعاون مع رابطة الكتاب فرع إربد، مساء أول من أمس، في مقر " كتّاب إربد" الجديد في شارع البترا، إن قافلة التجمع العربي للأدب والإبداع تشد رحالها إلى عروس الأردن لتكرم مبدعَين من مبدعيها، قامتين شامختين كزيتون إربد، الشاعر أحمد الخطيب والروائي هاشم غرايبة.
المُكرَّمان: سنديانة الشعر ومَلِك الرواية
وقال الشاعر شطناوي في تقديمه إن أحمد الخطيب سنديانة الشعر الأردني الحديث، نوتة موسيقية منسابة، شلال من الإبداع، غيمة تتنزل على الحروف أنبتت أجمل الصور الخلابة، حالة فريدة لا تتكرر، صاف كشمس الصيف، نقي كماء الشتاء، مختلف كأوراق الخريف، عليل كنسمة الربيع، تحتار فيه كما يحتار المستخير قبل استخارته، ليس لشيء، وإنما لما تجده وأنت تحدثه، فهو القريب منك كجذوة مشتعلة تبحث عن دفئها، هو حارس المعنى، وهو الذي أيقظ المعنى من سباته، وهو الذي عقل المجاز على باب بيته ثم دخل وتركه خلفه.
فيما اعتبر الروائي هاشم غرايبة، قصة من الماضي وواقع جميل من الحاضر، زيتونة شمالية شرقية جذرها في الأرض وفرعها في السماء، شجرة من الإبداع متقدة بفعل ذاتها، ملك الرواية وملكته، فأصبح من الأسماء القليلة المعدودة على مستوى الوطن العربي، هو سراج السرد، وعمود الدهشة، وخيمة الوصف، وصاحب القط الذي علمني الطيران، هو حبة قمح نبتت في سهل حوران فأنبتت منه سنبلة، في كل سنبلة ألف حكاية وحكاية، مضيفا أنه حين يذكر هاشم تذكر الرواية، وحينما تذكر الرواية يذكر هاشم.
" كتّاب إربد": تجديد الأمل
وقال رئيس " كتّاب إربد" الباحث عبد المجيد جرادات في كلمة ترحيبية له، إن فسحة الأمل التي أشعلتها بلدية إربد ورئيسها المهندس حسين بني هاني ومجلسها البلدي، ومجلس حوارة ورئيسه نبيل شطناوي، بتقديم مقر ل " كتّاب إربد" بعد الأزمة المادية الخانقة التي كانت تمر بها، وكانت على وشك الإغلاق، تدفعنا إلى تجديد الأمل والقدرة على العمل، وتعزيز المسيرة الفكرية والحياة الإبداعية.
إلى ذلك بيّن جرادات أهمية التشاركية التي تتجاوز مفرداتها الحدود الضيقة للمدينة، ذهاباً إلى تفعيل جسم ثقافي يمتدّ من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، بحثاً عن طاقات إبداعية يتوسّم فيها الحراك الثقافي والإبداعي حضورها القادم، إلى جانب الالتفات إلى المبدعين الذي قدّموا نتاجهم الإبداعي على مستوى الأردن والعالم العربي، كما هو حال يومنا هذا الذي يكرّم فيه التجمّع ونكرّم معه مبدعين اثنين لهما حكايتهما مع الإبداع في " الرواية " الروائي هاشم غرايبة، وفي " الشعر" الشاعر أحمد الخطيب.
قوافل التجمّع: الارتقاء بالمادة الإبداعية
من جهته عرض الكاتب عوض بديوي في كلمة ألقاها باسم تجمّع الأدب والإبداع، لفلسفة وأهداف ورؤى التجمع التي يحاول من خلالها أن يجتهد ليضيف للمشهد الثقافي الإبداعي الأردني والعربي، من خلال نشر الوعي بأهمية دور الأدب، وأن التجمّع يجتهد للارتقاء بالمادة الإبداعية والخطاب الأدبي عن طريق ورشات العمل التي يعقدها، لافتاً إلى أن التجمع في هذا اليوم يحط الرحال في مدينة إربد تحت شعار " منارات ديدنها السطوع".
إلى ذلك عرض بديوي لمسيرة القوافل التي حرّكها التجمّع منذ تأسيسه، إذ اتجهت القافلة الأولى إلى بيت عرار الثقافي في إربد، تحت عنوان" عرار شاعر الأردن"، فيما توجهت القافلة الثانية إلى السلط وجاءت بعنوان " رفعت الصليبي إرث الأردن"، بينما تحركت القافلة الثالثة إلى عين الباشا تحت عنوان " عين على الثقافة"، والرابعة تحركت مفرداتها إلى جرش وحملت اسم " سليمان عويس شاعر الموال الأردني"، فيما حلّت الخامسة في الرصيفة لتحمل اسم عمر حيدر أمين، أما السادسة فذهبت إلى مأدبا تحت عنوان " محمد سالم أبو الغنم"، والسابعة إلى مخيم النصر تحت شعار" قم للمعلم"، فيما توجهت الثامنة إلى الزرقاء لتحمل شعار " بدر عبد الحق، الحاضر رغما عن أنف الغياب"، لتضع القافلة التاسعة رحالها في المفرق تحت عنوان " المفرق عروس الصحراء"، أما العاشرة فذهبت إلى ثغر الأردن " العقبة" تحت عنوان " رضوان الرضاوين، ذاكرة لن يمحوها الغياب".
القراءات الشعرية
واشتمل حفل التكريم الذي حضره حشد كبير من جمهور إربد، إلى جانب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الكاتب محمود ضمور، ونائب الرئيس الشاعر سعد الدين شاهين، والرئيس الأسبق للرابطة الكاتب د. أحمد ماضي، وشاغل كرسي عرار الناقد د. نبيل حداد، ورئيس " كتّاب إربد" الباحث عبد المجيد جرادات، ورئيس التجمّع الشاعر زياد السعودي، على قراءات شعرية شارك في مفرداتها الشعراء: محمد حيفاوي الذي اكتحل شعره بالحكمة والجزالة حسب تعبير الشاعر شطناوي الذي قدّم للقراءات، تلاه عبد الرحيم جداية الغارق في التفاعيل المملوءة بصور الإبداع، ونور الرواشدة الفراشة الشعرية التي تنتقي زهورها بدقة، وطارق قطف الذي يصلب على جبهة الضوء قلائد الأمل، ويحيى القضاة الذي صبغ الحروف بلون الربيع، ود. سلطان الخضور صاحب بنية ورؤية، وهو المهتم بالبحث عن الحرية والجمال الإنساني.
وفي ختام حفل التكريم، سلّم
رئيس رابطة الكتاب الأردنيين ورئيس التجمع ورئيس " كتّاب إربد"، درع
التجمع للمكرّمين غرايبة والخطيب، والشهادات التقديرية للمشاركين في القراءات
الشعرية.
----------
إرسال تعليق