في ظاهرة تاريخية غريبة تخرج طوائف مغرقة في ذاتيتها وغيبياتها المحنطة العابرة للأجيال ، تتناقلها دون روية أو إعمال للبحث أو المغايرة
هذه إحدى القراءات لتفسير الشخصية اليهودية التي ما انفكت تتقوقع على ذاتها في نظام الجيتو والعزل الذي شكل لديهم قاعدة لتفسير العالم والوجود واستقرائه وبحث وشائجه من ضعف وقوة ، وذلك استعدادا للانقضاض عليه وإلغاء( اذا استطاعوا) بنيانه البشري
هذه الظاهرة تتكرر عبر التاريخ ومع أجناس بشرية
مختلفة ومغايرة ،
لكن المدهش حقا والمغري ؛ تلك القراءات لمتخصصي الشخصية اليهودية حيث نراها تتكرر تباعا يجعلها الشخصية الأكثر دراسة وقراءة وتسليطا للضوء عليها في مجالات الأدب والاجتماع والسياسة ،
سنجد هذه الظاهرة عند العرب في طفرات الشعوبية
المتمثلة في الخوارج ، والقرامطة ، والشعوبية
وهي لا تعدو أن تكون مرحلة زمانية لتنقطع إلى
غير رجعة ،
كذلك الحال عند غير العرب في تلك الحملة
التاريخية المروعة التي تبناها جنكيز خان بعد غياب عن قومه غير معلوم لم يفسره التاريخ ولم يكشف
خبيئته حيث تجاوز العقدين ليعود محملا بهذا الكم الهائل من الغضب والحقد والضغينة ليوقعه
على رأس البشرية
ولا نعلم كيف استطاعت هذه الفئة أن تلزم أتباعها
بهذا الشحن العقدي الملتزم والمنضبط للقائد الملهم ، (القرامطة والخوارج نموذجا )حيث كادت بضعة الآف أن يفنوا الدولة الأموية
والعباسية ،ناهيك عن جيش القرامطة الذي أعمل القتل في الحجيج ثم اقتلع الحجر الأسود ليقيم له كعبة في عاصمته البطالية
في الإحساء من المنطقة الشرقية للجزيرة العربية حيث توسعت دولتهم إلى أطراف الشام والعراق
هذه الخزانات من (يأجوج ومأجوج) تندحر وينتهي أمرها إلى غير رجعة ، حيث تعود تلك الطوائف للاندماج بمجتمعاتها وتتحرر من عقل القائد وعقيدته الفاسدة المدمرة
لكن
هذه ظاهرة نجدها تتكرر عبر التاريخ لدى
الشخصية اليهودية حيث تختلف عما طرحنا من نماذج تاريخية لدى العرب وغيرهم عبر
التاريخ
ذلك
أن تلك الفئة ومنذ نبيهم الأول موسى عليه السلام تطرح في أدبياتهم واساطيرهم
أشكالا من القوة والجبروت حتى أنهم يدعون في اساطيرهم أن موسى( عليه السلام) صرع
الله وأخذ مباركة اليهود منه عنوة
هذا الجنون الأخرق لتقديس القوة ، انتقل
تباعا للكتاب المقدس بعد دمج كل من
التوراة والإنجيل معا ليمثل فئات من
النصارى لم تلبث أن أصبحت عقيدة لقتل الآخر كرافعة مقدسة للمرحلة الاستعمارية التي
جعلته يستبيح فعل القتل دون مراجعة أو
ضمير أو مراعاة لقانون وضعي ،
هذا السفور في قتل الآخر ومحو وجوده أو
استسلامه ،استشرى جنونا وغضبا بمسميات عرقية مثل : نقاء العرق ، التفوق الآري
وغيرها من مسميات تكشف مدى وقوع هذا الامم
في شراك ذاتها نكرانا للآخر ورفضه ،بل وحرمانه
من الحياة ،
هذا العقل الشاذ أنتج حربين عالميتين حصدتا
مئة مليون شخص ما بين قتيل وجريح معظمهم من أوروبا ،عدا التدمير الشامل لكل البنى التحتية
والفوقية لكل أوروبا بالإضافة إلى تشوهات النفس البشرية الخارجة من الحربين
في خضم تلك المرحلة حصلت
(الشخصية اليهودية )على وعد بلفور لإقامة وطن قومي له في فلسطين ، يليها
مباشرة حاضنتها الملائمة في المنطقة
العربية وهي حاضنة سايكس بيكو
في خلفية هذه المرحلة تاريخية نجد العقل الغربي المركب من عدة تقاطعات ما بين عقل
الجيتو الخارج من التلمود والأسطورة والعقل الاستعماري البراجماتي الذي لا يريد
مشاركة أحد لثروات العالم الذي أصبح ملك
يديه مواد خام وسوقا ، وهذا الكم الهائل من العبيد
ولحماية نفسه شكل الغرب منظومة من الهيئات الدولية والقوانين الرديفة لمسميات غاية في التغفل :
الحرية
،الإخاء ،المساواة ،الديمقراطية ،
اللبيرالية
، العالم الحر الحرية الشخصية ،العلمانية ،
العولمة
،
وقد شكل لكل محور من هذه المحاور علماء ورجال
اجتماع وعلم نفس ولغة وأدب وثقافة ومنظري اعلام ،وصحافة وإعلان وسينما ،وهليود،
وكرة قدم ،وناطحات سحاب( ناطحات هواء) وتسويق ،ومندوبي باعة ،
ثم قلب معايير الجمال وشكل له علما ليجمل القبيح ويقبح الجميل ويجمع النقائض
ويساوي النقائص بالكامل وليخلط ما شاء من
نقائص ونقائض لتتعايش معا وتكون جزءا من بنيان النموذج حيث ظهرت أفكار الانحراف
الجنسي والأخلاقي كظواهر لا تتناقض مع التشريعات الحديثة التي أوجدت لها مكانا في
دساتيرها ،بل منحتها أكثر من حقها في كل الساحات والمحاور ومراكز الدراسات
والمناهج والإعلام والصحافة
ليوظف
كل هذا في خليط غير مستنكر من جنس سافر إلى قداسة وكنيسة ومعبد وليعبد طريق جسد المرأة للدعاية والإعلام
ولحركة الآلة والمال والثروة ، ولا يقتصر المقدس إلا على المال والملكية الشخصية والثروة والمنفعة
في هذه المرحلة من تاريخ منطقتنا يخرج ترامب
السمسار ليقابل ترامب التاجر في كنيس نتنياهو
العلماني في خلطة عجائبية يحرض فيها اليهودي التائه من خلال تلموده وتوراته
العقل الاستعماري السارق ،واللص القاتل الذي انتهب العالم الجديد دون أن
يسمح لابن الأرض المنتهبة للوقوف بين يديه لإلقاء تعويذته الأخيرة ( الخطبة
الأخيرة للهندي الأحمر أمام الرجل الأبيض)#
ثم ليقف العالم على إصبع قدم واحدة بين يدي
ترامب /نتنياهو بانتظار استسلام إيران وركوعها عند قدمي محور الجيتو /المستعمر
هذا الامتداد العفن لعقل يرفض الآخر ولا يقبله
إلا أن يكون عبدا له أو قطعة لمكينة المال
الغربية
الغرب لم يخرج من عصوره الوسطى المتوحشة ، هو أطل بآلته يطالب
العالم أن يقدسها لما تقدمه من (أكشن) وسرعة وتغير في الحركة
والزمان ( لم يعد الأنسان يطيق هذا المكث الموضعي لحركة متجذرة لجوده على الأرض ) تقربه وتبعده وتدنيه وترفعه وتقيمه وتضعه
وتحييه وتميته إنها آلهة هذا العصر وهم
سدنته القائمون على إشعال شمعاته المقدسة
المتمثلة حينا آخر قنابل نووية
لنا أن نسأل أين الإنسان في هذا الكم الهائل
والمرعب من الآلات التي تقرع كل شيئ فينا
ولنا
أن نقف بتقدير لا يعادله إلا تقدير الأنبياء لغزة صاحبة المبضع الذي جعلنا نشاهد
هذا الكم الهائل من الخراب والفساد
لمبضع السابع من تشرين سلام
سلام
لغزة
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
إرسال تعليق