-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
الإثنين 7 أبريل 2025 م / 8 شوال 1446 هـ  

حضارة الخنثى / الأديب خليل عودة

في زمن الخنثى يتعيش رأس المال على بقايا جسد المرأة والرجل ليشكل بنيانا طوطميا لجسد المرأة المختفي منذ آلاف السنين في كهف محميات الرجل الإقطاعي الذي يمتلك من ضمن ما يمتلك جسد المرأة

هذا الجسد الذي سيعبر إلى دهاليز عتمات نشأتها عبر آلاف الأجيال من الأجساد الأنثوية العابرة؛ أما ؛ جدة ,عن جدة إلى الجدة
عبر تفاصيل مريبة ومخيفة في صراع المرأة الداخلي مع بنات جنسها لحماية نفسها أولا ،، ثم لتمهيد الرجل إلى بيت زوجيتها وحضنها وسريرها
هذه العلاقات تختمر في الدهاليز المعتمة ما بين باب البيت الشامي والعربي وحتى الغربي تلك الحكايات من همس أنثوي لا يخلو من غنج ودلال تبيح به الأنثى تفاصيل رؤيتها لنسوة البيت من وشاية تطيح برؤوس بعض نساء البيت
على إثرها تنسى عباءتها فاتحة شهية ، ولا بأس أن تقترب إلى حد شم هذا الكم من الياسمين العالق بين النهدين ،ثم تكون الوشاية على أوج اكتمالها لتعبر على مخمر العطر الياسميني الذي أطاح بلب الرجل
هنالك يغدو الدهلز دهلزة وخميرة لمتاهات شبق الفحولة للإطاحة بصلاحية انتهاء أنثى أخرى
هذه الدهاليز المشبعة بالعتمة والانتقام والمكائد شكلت أنثى للرقص والفراش والجسد ،
أنثى تلد في دهليز المكر والوشاية وعتمات لا ترى ضوءا أو شمس
في هذه الأجواء يخرج الرجل الخنثى من عتمات الجيتو ليرى أمثولته التي ستخرج بتؤدة من الدهليز فترى شمسا فترتعد وتعود ، ثم بخطوة أكثر جرأة وقوة تقفز فإذا هي على المسرح وفي السينما ،وعلى استحياء كاذب تقدم التذاكر والملابس الداخلية لبنات جنسها واحمر الشفاه والهمبورجر
الشارع؛ لا ترى إلا النساء بما يملكن من عدة وعتاد وقتال
يختفي الرجل عن المسرح ليغدو ملقنا وكاتب سيناريو ومخرجا ، ولتكتفي المرأة بما يصب عليها من أضواء وحضور وشهرة وخروج من بيت الدهاليز والعطن ونساء ينغلن بلا بركة
هنا تكتمل الحكاية إلى عالم يلد مالا وأضواء ومشاهير ،،
إلى عالم تتراجع فيه الأنوثة والرجولة لتكون الخنوثة
هذا العالم الذي لا يخصب ولا يلد ولا ينمو
عالم يلد المال والشهرة والخيانة
عالم الاكتفاء بالخنثى

التعليقات

إرسال تعليق



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016