-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
الثلاثاء 8 أبريل 2025 م / 9 شوال 1446 هـ  

مساء ثلاثاء القصة والشعر في فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء

 

كتب الدكتور محمد السماعنة:
مساء ثلاثاء القصة والشعر في فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء
كان مساء من سرد وجمال مساء ثلاثاء القصة والشعر في رابطة الكتاب الأردنيين فرع الزرقاء، ففي أمسية هذا الثلاثاء الموافق ٤ / ٢/ ٢٠٢٥ وبعد أن رحب بالحضور اللافت قدم د. محمد السماعنة القاصتين خلود المومني وحنان باشا اللتين قرأتا قصصا منوعة من مجموعاتهما القصصية أدهشت الحضور، وأمتعته، وأسعدته، وأثارت أسئلته التي كانت جزءا مشرقا ثريا في الأمسية، فقد قرأت حنان باشا: صمت العنادل، ويذوي مرغما، وكالقابض على حرف. وقرأت خلود المومني: بلا بهجة، وعرض وطلب، وتغيير.
فقد قدمت الكاتبتان للحضور وجبة دسمة من القَصص الصافي المليء بالإيحاء الغني، والسرد اللطيف الهادئ، والأحداث المستلة من معاركنا اليومية، ومشاويرنا المتعبة في سعينا نحو الحياة النفسية والاجتماعية والمادية الأفضل، وقد استخدمتا فيها التقنيات السرديةَ بذكاء ومهارة، ومن غير تكلف لتعطيا القصص ما يلزمها من جمال نسج، وقرب من نبض الحياة، وقدمتا فيها الفكرة بعباءة أسلوبية هادئة الروح، وكل ذلك بلغة سردية واضحة القصدية لا تغطيها الشعرية المغرقة بالخيال أو التصوير المتكلف، أو التكثيف المبهم الذي يطفئ السرد، ويذهب متعته، ورأى السماعنة أن الكاتبتين انتهجتا أسلوب القصة الصافية مع تطعيمها أحيانا بعبارات مكثفة شعرية الروح، وأنهما لم تتخليا كثيرا عن عناصر القصة التقليدية التي تعتمد الحدث ووصفه والبناء عليه، وحركة الشخوص فيه أساسا للبناء السردي في تناوب جميل في دور البطولة بين عناصر القصة، وأنهما تبنيان قصصهما بنضج وبفنية مكتملة العناصر.
فقد قرأت حنان باشا عضو رابطة الكتاب مجموعة من قصصها، التي أظهرت أنها صاحبة قلم مبدع مشتبك مع الحياة، واعٍ قوي صاحب موقف، قريب من أنفاس الأنثى، مداده حياتنا اليومية بما فيها من أحلام وتناقضات، وخذلان وانكسارات، وحب وفرح وضعف وقوة...وأنها كاتبة تمتلك لغة سردية فياضة بالماء، وفي قصصها سرد يدهش ويسعد ويمتع ويدفع المتلقي للتفكير. وظهر أيضا أن صوت المرأة في قصصها عال حتى وهي تتحدث عن الرجل، وأظهرت القصص التي قرأتها أن عاطفة متأججة تحرك الشخوص في نص متعمق بتفاصيل البوح وأنثى الحياة، في سرد يكتنفه البوح العميق المشتبك مع أنفاس الأنوثة اشتباكا من السهل الممتنع محمولا على رشيق العبارة وقرب المشهد وتماس الاستهلال
وقرأت خلود المومني عضو رابطة الكتاب، زرقاوية الروح والفكرة والانتماء، ما أدهش وأمتع وأسعد،
فهي استلت من الحياة لقطات كبرتها، وقدمتها للمتلقي بأسلوب قصصي مدهش ماتع، وبتقنيات سردية نافعة مختارة بذكاء قاصة متمكنة، تملك أدواتها، وتتقن توزيع الأحداث على النص حتى غدت قصصها كتطريزة فكرية سردية عالية الإتقان، فهي عالجت هموما إنسانية، وانحازت إلى آمال الأنثى وموقفها وآلامها وهمومها وعذاباتها، وقدمت في قصصها من لوحة الحياة ما رأته فيها من حركة متأرجحة متذبذبة متوترة متغيرة واختارت بذكاء ما يربك من عناصر الحياة والعلاقات الاجتماعية بخاصة علاقة المرأة بالرجل، وهي قدمت ذلك كله على طبق نقدي اجتماعي واسع الرؤية. لقد عشنا هذا المساء الجميل كما ينبغي لنا أن نعيشه، واستمعنا إلى نصوص تضج بالحياة، استقت دمها من أماكن ازدحام أقدامنا، ومن بين خفقات قلوب الناس، ومن غرف النوم الدافئة والباردة، ومن بين أسنان الغضب، ومن تحت وسائد النساء والرجال

التعليقات

إرسال تعليق



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016