لا تزال حقبة ما قبل الدولة تتشبث بمواقعها فتنجح بالاحتفاظ ببعض هذه المواقع وتفشل فتخسر مواقعَ أخرى لكن بمقاومة شرسة.
من بين مظاهر التشبث تلك ، نسمع مصطلحاتٍ تنتمي إلى عالم قديم ،
وسأتوقّف عند أحدها وهو ( قليل الأصل).
عبارة قليل الأصل ليس لها معنىً في اللغة الفصيحة؛ فلكل إنسان أصلٌ
طبعاً، وقد يكون هذا الأصل طيباً أو سيّئاً ، ولكنه لا يكون كثيراً أو قليلاً.
وقد درجت على ألسنة العامة( والنّخب أيضاً) عبارة ( فلان قليل أصل)
ولعل المقصود بها أنه نذل، غدّار، جبان، عديم الوفاء.
والمشكلةً في مثل هذه المفهومات هي التعامل مع البشر بوصفهم
أصنافاً كالأشجار والخيول وكلاب الصيد، إذ ما يحدد سلوك الأفراد هو أصلهم.
وهذا مفهوم بدائي، يعود بالمتلقّي إلى المجتمعات البدوية/ الفلاحية
التي كانت تصنف الجماعات البشرية تصنيفاً تراتبياً عمودياً.
لذلك أستهجن من مثقف أن يستعمل هذه الأوصاف للتعريض بخصومه ولإثبات
( أصله) هو!!
إرسال تعليق