-->

أجنحة الإبداع / القاص محمد الصمادي

تم نشر الموضوع في

 

أجنحة الإبداع / القاص محمد الصمادي

في صباح يوم هادئ من أيام شهر أغسطس 2024، كان محمد الصمادي، الكاتب الشاب الذي يسعى دائمًا للتميز في عالم الأدب والثقافة، يجلس في زاوية من مكتبه المليء بالكتب وأوراق القصائد. أضاءت شمس الصباح الباكر نافذته، وكان يتأمل بعمق في الكلمات التي كتبها قبل ليلة، محاولًا أن يجد ما يستحق النشر. فجأة، جاءه إشعار على هاتفه ينبئه بوصول رسالة جديدة. فتح محمد الرسالة، فإذا بها من الشاعر والإعلامي أحمد الخطيب، الذي لطالما كان قدوةً له ومصدر إلهام لا ينضب. كتب أحمد في رسالته: "ما أسعدني بهذه الروح العالية الوفيّة، أسعدت مساء عزيزي." ابتسم محمد من أعماق قلبه، فقد كانت كلمات أحمد تعني له الكثير، ليس فقط لأنها جاءت من قامة أدبية كبيرة، بل لأنها عكست صدق العلاقة التي جمعت بينهما على مر السنوات.

لم يتردد محمد في الرد، وكتب: "الشعر طائر بجناحين، وأنا محب ناثر بجناح واحد، وكيف لي أن أرد بعض فضل وأنت المفضال." كان يعرف محمد جيدًا أن أحمد يقدّر تواضعه وصدقه، ولكنه لم يكن يتوقع الرد الذي جاء بعد لحظات من أحمد، حيث قال: "وأيّ فضل يا صديقي، وأنت صاحب الرؤية الأولى، الرؤية التي طافت بنا نحو سجل الخلود. وإن كان الشعر بجناحين، فقلبك بأجنحة متعددة تفرد بهاءها في شتى حقول الجمال. دمت صديقًا قريبًا من القلب وفيًا في زمن قل فيه الوفاء."

تأثر محمد بكلمات أحمد، وشعر أن قلبه يفيض امتنانًا لهذا الإنسان الذي لم يبخل يومًا عليه بدعمه ونصائحه. كتب محمد بخطٍ مرتعش من فرط المشاعر: "وددت كل يوم أن أقرأ لك، وأن أتعلم منك صفاء الروح وعمق التجربة. لقد كنت دائمًا داعمًا لي فيما أفعل، وها أنا أعيد بين وقت وآخر ما كتبت عني، فشكراً لك."

كان هذا الحوار بين أحمد ومحمد ليس مجرد كلمات عابرة، بل كان تأكيدًا على عمق العلاقة التي جمعت بينهما، تلك العلاقة التي بُنيت على أسس من الاحترام المتبادل والإخلاص في زمن قل فيه الوفاء. شعر محمد في تلك اللحظة بأن كل كلمة كتبها أحمد كانت جناحًا يضيفه إلى قلبه، ليحلق مع أجنحة الشعر والإبداع.  

انتهى الحوار، جلس محمد يتأمل كلمات أحمد، مدركًا أنه ليس مجرد تلميذ يتعلم من أستاذه، بل هو شريك في رحلة إبداعية طويلة، يتبادلان فيها الخبرات والأفكار. وقرر في نفسه أن يستمر في السعي ليكون جديرًا بثقة أحمد، حاملاً معه تلك الأجنحة المتعددة التي أهداها له هذا الشاعر.

في تلك الليلة، جلس محمد أمام نافذته المفتوحة، ينظر إلى السماء المرصعة بالنجوم، وهو يعلم أن هناك أجنحة جديدة قد أضيفت إلى قلبه، أجنحة ستظل تحمله إلى آفاق جديدة في عالم الأدب والإبداع، وكل ذلك بفضل كلمات أحمد الخطيب، الذي سيظل دائمًا قريبًا من قلبه ورفيقًا في رحلته الأدبية. بعد هذا الحوار المؤثر، كتب أحمد الخطيب إلى محمد مرة أخرى، قائلاً: "ما أجملك يا صديقي، نعم نحن شريكان، أو غاويان، في حقول الإبداع، وليس لي سوى أنْ أندفع باتجاه التكامل الذي لا ينهض إلا إذا صفقت الأجنحة معًا في جو من الود والألفة. دمت أيها الحبيب."

أجاب محمد بتواضع: "هذا شأن من تواضع من المبدعين ليبلغ ساميات الذرى رفعة ومنزلة وسموًّا."

كان هذا الحوار بمثابة تجسيد حيّ لروح الإبداع والشراكة بين الأصدقاء. إذ عرف كل منهما كيف تكون الأجنحة التي تحلّق بهما معًا في سماء الإبداع والتميز، في رحلة مشتركة يسودها الود والاحترام والوفاء.

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم