سامي البيجالي
لي قصّتي و لها
البداية
لا تقرأوني فقرةً
بين البدايةِ و
النهاية
لا تحملوني نصفّ
نعشٍ
في الدروبِ
و تُنشدوني نصفَ
أغنيةٍ
و لا تغفوا
بمنتصفِ الحكاية
لا تتبعوا مجراي
َ
كي تجدوا مصبّي
إن منبعيَ
الرجوعُ إلى الرواية
هذآ أنا أروي ِو
أرمي في عدوّي
و البلادُ لثائر
ٍ و لشاعرٍ
هذي البلاد لمنْ
أجادَ بها الروايةَ و الرماية
صعدوا على تشرينَ
و اكتشفوا مدى
جرحي
و من كتبَ
الوصيةّ و الوصاية
و فتحتُ في
التاريخ ثقباً
مرّ من جسدي
إلى درب الهداية
……
لي قصتي و أنا
البداية"
الشاعر المنتمي
هو الذي يتواصل أدبيا مع شعبه/أمته، مكرسا شعره لقضية شعبه، هذا البداية لا بد
منها لكل شاعر أصيل، لكن هناك فنية متعلقة بالشعر لا بد من توفرها حتى يكون ما
يُقدم من قصائد، يليق بالشعب/بالأمة التي يحمل همومها الشاعر، فهاتين الصفتين
أصيلتين لكي نقول: إن هناك شعر وطني يليق بحجم الألم والتضحيات التي يقدمها الشعب
الفلسطيني.
الشاعر
"سامي البيجالي" في قصيدة "جذور" يعطينا صورة عن الانتماء
الوطني/القومي والإبداع الفني، بحيث نجد في "جذور" نموذج لهذا الأمر.
إذا مال توقفنا
عند القصيدة سنجدها تركز على الحكاية/القصية الفلسطينية من خلال مجموعة ألفاظ
متعلقة بالكتابة: "قصتي (مكررة)، تقرأوني، الحكاية، الرواية/أروي (مكررة)،
لشاعر، كتب" وهذا المفصل له علاقة بكتابة/بتدوين ما جرى ويجري في فلسطيني،
بمنعى أن الشاعر مهتم بكتابة المسائلة الفلسطينية وتقديمها بصورة واضحة للمتلقين.
المفصل الثاني
متعلق ببداية الطريق/"الدرب" إلى استرداد الحقوق الفلسطينية المغتصبة،
ومن ثم الخلاص من الاحتلال وتحقيق آمال الشعب/الأمة: "البداية (مكررة ثلاث
مرات)، النهاية" وما وجود البداية والنهاية إلا من باب إيمان الشاعر بأن
النصر قادم لا محال، وبما أنه استخدم البداية ثلاث مرات، وهذا الرقم يشير إلى
الاستمرار والقدسية معا، فهذا يقودنا إلى كل الثورات التي خاضها الفلسطيني للحصول
على حقوقه الوطنية والقومية في فلسطين، منذ عام 1921 وحتى معركة طوفان الأقصى،
وبما أنه ذكر "النهاية" مرة واحدة، فهذا يقودنا إلى أن الشاعر يهتم
بالبدايات/بالثورات أكثر مما يهتم بالنهايات، خاصة أن تجربة الشعب الفلسطيني مترعة
بالثورات التي لم تحقق مرادها وأهدافها، وهذا الاستخدام للبداية المكررة والنهاية
المفردة يعود إلى ما يحمله الشاعر في العقل الباطن لنهاية الثورات، مما جعله
(يتجاهل) التركيز على النهايات ويمر مرورا سريعا عابرا عليها.
والمفصل الثالث
يتناول أسس المقاومة التي يجب الاعتماد عليها من الشعب الفلسطيني وعدم القبول ب
"نصف/منتصف (مكرر ثلاث مرات)، وإذا ما ربطنا ما قلناه عن (فشل) الثورات
الفلسطينية السابقة، نصل إلى أن الشاعر ـ رغم أنه يتحدث عن حدث ساخن ـ إلا أنه
يكتب من خلال العقل الباطن، فكل الثورات السابقة فشلت لأنها أخذت بأنصاف الحلول،
مما جعل الدماء والجهد الذي بذل فيها يذهب مع الريح، من هنا جاء تركيز الشاعر على
البداية المهمة، وعلى أن عدم الأخذ أو القبول ب "نصف/منتصف" من خلال
تكرارهما ثلاث مرات، لأنه سيؤدي إلى الفشل، من هنا جاء استخدم النهاية مرة واحدة،
فبدا الشاعر وكأنه لا يريد تذكيرنا بفشلنا السابق، منوها إلى أن البداية هي
المهمة، والأهم التعلم من تجاربنا السابقة وعدم القبول بنصف الحقوق، ولا نبقى في
(منتصف) الدرب/الطريق.
إرسال تعليق