من نافذة النص
أشعر بالحصار حتى
الاختناق
يتألب ضدي ضيق
المكان وضيق الصدر والنفس وضيق الحال
كل أدوات القلق
خارج سيطرتي
لا أتقن الفرار
من حلبة الهزيمة
ليس لدي حس
راداري لاستشعار
لحظة الخطر
الصدق مقتلي
الوحيد
لم أكتسب شيئاََ
من جينات النباهة والنجابة
لقد كنت تلميذاََ
فاشلاََ في معهد الكذب والرياء
طردت من الصف
الابتدائي كحامل جرثومة العار
من يمنحني أوقية
ذكاء كفاف حاجتي فقط
دون زيادة أو
نقصان؟
ما كان الجشع
مطلبي يوماََ بتاتاََ
شعاري هو
الاكتفاء الذاتي من الجوع والشجن
لعل ما أعانيه من
أرق في مكان آخر
في جمجمتي، أو في
إحدى جوارحي العاصية
ثمة صراع إقليمي
شديد مع رأسي
حيث يضج ضجيج
صالة المسافرين
في مطار بيروت
الدولي
أو كيوم مثل يوم
الحشر
أو الاستنفار
الأكبر
هكذا هي العلاقة
بيني وبين الحياة التي جئتها من دون تأشيرة سفر
مجرد هاوٍ يود
التجريب
فدارت علي
الدوائر والمثلثات والمربعات
حتى الدوائر
الحكومية وما يديرها
من أصابع الفساد
لم أبق إلا
وحيداََ في دائرتي
تكاد لا تستر
عورتي حتى ورقة التين
أما الأغنياء من
التجار والفجار فلهم لستر عوراتهم
ورقة أخرى هي
ورقة الدولار
وما أدراك ما
الدولار في فلكه الدوار!
يا للخيبة !
لقد تعرضت الدنيا
لأبشع عملية خطف
على هذا الكوكب
ماذا أحصي الآن
من نكبات تتدافع بالمناكب والأقدام؟!
أطل من نافذة
النص
فأبصر ما تقشعر
له فرائص النقد عجباََ وألماََ
ألي هنا بعد موطئ
قبر في هذا العالم؟
أثمة من أذن
دولية تسمع شكوى الأرصفة والشوارع؟
ويحاَ لي!.. لم
أعد أفرق بين درجة حرارة غضبي
ودرجة حرارة
الطقس أو الفرن...
إرسال تعليق