-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
  • recent .
  • جاري التحميل ...
  • recent .
  • إنّما أنتِ مَن مرَّ قُربي - أحمد الخطيب

      

    -مزاج خرِف-

    عادةً تكثُرينْ

    ليس من شأنهِ أنْ يظلَّ وحيدا

    هوَ أدرى بحال الغُرفْ

    حينما تكثُرينْ

    قال لي

    واعترفْ!

    الفتاةُ التي نصفها من سماءٍ مغبّرةٍ بالمرايا

    وتريدُ مفارقتي

    نصفُها من حنينْ

    غيرَ أنّ الغيومَ التي في العيونِ خَزَفْ!

    زرعتْ في الحديقةِ وردَ المساء

    ثمّ لم تنحسِرْ عن ظلالي الخفيَّةِ

    كانتْ تُؤرجِحُني  بالغناءْ

    ... الصباحُ يُطلُّ من النافذةْ

    وهيَ بعدُ ما أقلعتْ عن مزاجٍ خَرِفْ!

     

    بعد عشرينَ يومًا

    وأنتِ هنا عادةً تكثُرينْ

    لم أوارِ انتظاري الشفيف

    وضوءَ السراج الذي ما تصالحَ مع ليلهِ

    بعد أنْ جيرتني بنفسجةٌ للعبور الحزينْ

    ولم أستعدّ كثيرًا لسردِ الحكايةَ

    إذ أنتِ في المنتصفْ! 

     

    عادةً تكثُرينْ

    وأنتِ تعودينَ من نافلِ الشوقِ

    ما أعطشتكِ العصافيرُ

    وهيَ تمشي إلى النبعِ، حتى أنا

    لم أعدْ واحدًا، بل صرتُ أَكثر

    لو تعلمينْ ....

    وهل كان يومي يُعالجُ هذا الأسفْ؟!

    -ديار الغريب-

    إنّما أنتِ مَنْ مرَّ قُربي هنا حيث كنتُ

    ولم تحبسي الساعة الثالثةْ!

    وعيوني ترى كلَّ شيءٍ

    إذا نزلوا في ديارِ الغريبِ، وناموا

    أنت أغنيةٌ لا حروفَ لها

    وأنا جمرةُ النارِ في الحادثةْ!

    بعد كلّ الذي قيل عنّي وعَنكِ

    تهادوا على حيّنا

    قلتُ أسترجعُ الآن قلبي

    ففررتِ، ولم تعرفي أين ظلَّ عطاشُ الطريقِ،

    وهاموا

    لم تعيني يدي حين مُدَّتْ إليكِ

    ولم تأنسي بالربيع

    فوردتُهُ مِنْ جنى الجنتينِ

    تداعى على فرْوِها

    كلُّ مَنْ مرَّ في عقدةِ الانتظارْ!

    لم تعيني الحبيبَ الذي غادر الكارثةْ

    واختفى في متون النهارْ!

    في عيون البيوتِ التي لا يقرُّ على أرضها

    الأوفياءْ!

    إنما أنتِ

    مَنْ حفَّزَ الكبرياءْ!

    -مرمى الرعاة-

    تتكاثرين....

    الماءُ لم يأنس بمجراهُ الأخيرِ

    وأنتِ لم تترنحي تحت المطرْ

    خَذَلَتْكِ شمسُ اليومِ

    كنتُ تركتُ مِفتاحَ الخيالِ أمام بيتكِ

    هل نسيتِ مظلَّة الرؤيا

    وأعمتْكِ الحُفرْ؟!

     

    تتوهّمين،

    وزاد في وهْمِ الحقيقةِ

    أنكِ الأولى التي أرسلتُها

    فجر انحسار الغيم عن هذي البيوتِ

    فعدتِ أدراجَ الصعودِ إلى الحديقةِ

    مثل أغنيةِ الغجرْ

     

    الرقصُ في الخِيَمِ العتيقةِ

    حاجةُ الأنثى

    لترميم البَصَرْ!!

     

    تتكاثرينَ كماء هذا البرقِ

    إذ تترنحينَ وحيدةً،

    وأنا على شجرٍ

    تركتُ ثيابَ أغنيةٍ لِمنْ مثلي يمرُّونَ،

    -احترازَ الغيم-،

    أو يُعْلُونَ من شأنِ الحياةْ

    لكأنَّ أغنيتي تنام الآنَ

    في مرمى الرُّعاةْ!!

     

    إرسال تعليق

    التعليقات



    جميع الحقوق محفوظة

    العهدة الثقافية

    2016