سادت الرومانسية دهرا طويلا في الثقافة والكتابة، وهي نتاج البرجوازية والوعي البرجوازي، أي أنها الوجه الثقافي والفكري والأدبي للبرجوازية، بما ارتبط بها من صعود لأنواع أدبية معينة، وبما انطوت عليه من خصائص فارقة تبدأ من الفكر والسياسة وتنتهي إلى صورة تقنية عندما يحللها النقاد معزولة عن خلفياتها.
الغريب في البرجوازية ورومانسيتها العتيدة المؤثرة أنها كما رآها أنطون تشيخوف في نهايات القرن التاسع عشر: "البرجوازية شديدة الهيام بما يسمى النماذج الإيجابية والروايات ذات النهايات السعيدة طالما كانت تنافقها بفكرة أنه من الممكن أن يكدّس الإنسان المال ويحتفظ في الوقت نفسه ببراءته، أي أن يكون وحشا وسعيدا في الوقت نفسه".
ولعل هذه الصورة "صورة الوحش السعيد"، هي ما ورثته الآداب الرأسمالية واللييبرالية وريثة البرجوازية القديمة، الآداب التي تنتمي إليها معظم الإنتاجات المعاصرة، ومن ضمنها طوفان الروايات التي شارفت على دخول عصر جديد، تتراجع فيه مقروئية الرواية، لضعف ملامستها ونقدها للواقع، وركاكة تمثيلها له ومجاملتها للأفكار الموجهة على حساب قوة الاستبصار
والنقد واستقلال الكاتب وانتمائه إلى عالم التحرر لا العبودية والتبعية والمجاملة
_____.
الصورة، تشيخوف وتولستوي
عن صفحة الناقد عبيد الله على الفيسبوك
إرسال تعليق