-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

صورة الظاهر والباطن في الكلام الشعري - سالم محمود

 

أنت لم تقل شيئا خارج التأطير الفعلي لهذه الإشكالية، بل مهدّت لها، ووضعت حجر الأساس لحلّ هذه المعضلة، إذا كان ثمة معضلة، فالنص الشعري نص لا يخرج عن بنية الأساس الذي تراكم (شكله ومفاتيحه وتمايزه عن الأجناس الأخرى للكتابة الإبداعية) عبر حقب عديدة ليستقر في ذاكرة المتلقي وذاكرة التجنيس.

هناك حمولة شعرية في بعض النصوص النثرية، نعم، ولكنها حمولة تفتقر للمعيار الدلالي الظاهري، وهو عمود الكتابة الشعرية

هناك قوة أثيرية للغة العربية ومفرداتها، تنمو مع التشكيل، وتتسع مع التأويل، وهي قوة كامنة في المظهر الباطني لبنية الجملة العربية، لهذا اختلط القياس، فنحن إذا أردنا أن نذهب إلى التجنيس الإبداعي فعلينا أن نتماس مع المظهر الظاهري، هذا المظهر الذي يساعدنا على رؤية التجنيس الحق، فالشعر كمفهوم توالدي، مظهره وآلية عمله الظاهر في المقام الأول، الوزن، بما يحمله من نظم تحدد قدرتنا على التمييز، فنستطيع آنذاك أن نتلمس البيان الأول للتعريف والتجنيس بعيدا عن المظهر الباطني الذي يشترك في مقوماته كل كلام عربي، أما مقامه الثاني، الباطني، فهو ما يميز قوة الإبداع وقدرة الشاعر على تفعيل آلية المظهر الخارجي.

هناك حمولة شعرية في بعض النصوص النثرية، نعم، ولكنها حمولة تفتقر للمعيار الدلالي الظاهري، وهو عمود الكتابة الشعرية، فالقصيدة الشعرية، حتى نسميها (قصيدة شعر) لا بد لها من مظهرين: الظاهري (وهو خاص بهذه التسمية ولا شريك له في الأجناس الأخرى، وهو مربط الفرس)، والباطني (وهو حمولة مشتركة تجدها في النثر والمسرح والمواقف والخطابات وغيرها).

 _____

عن صفحة الكاتب في الفيسبوك

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016