ا
تقولُ
اللهفةُ الكبرى التي انكسرتْ
على
ظهري
أَمامَ
البيتِ والشباكِ:
لا
تقبلْ عزاءَ البحرِ و"البسطارِ"
خُذ
ما قالت الصحراءُ لامرأَةٍ
تناغي
شوكةً تنمو
على
جزءٍ من التاريخِ
ترعاها
وتحصُدُها
لتُشهرَها
بوجهِ "الغرقدِ" الـمسمومِ
باحثةً
عن الأَبناءِ والقاتلْ
وقل
لعمودِك الفقريِّ أَن ينسى صداقَتنا
مع
الأَقواسِ و"العَقْدَةْ"
مع
الـحاكورةِ الـملآى بأَسرارِ الأَبِ الغائبْ
مع
الفرنِ الذي يَشتاقُ خلفَ البيتِ
للنيرانِ
والأُمِّ التي جاعتْ
وقل
للريحِ:
يكفينا
انتظارُ الرايةِ الكُبرى على الـمرفأْ
تَعِبنا
من سطورِ الرملِ تـحتَ خيالِنا
تلهو
بـما
يأْتي مع الأَملاحِ من جثثٍ لأَسـماكٍ
تُـحبُّ
الـموتَ فوقَ جفافِ شاطِئِنا
تقولُ
الأَرضُ : خَبِّئني بعيدًا عنكَ
كي
أَحظى بساقيةٍ
أَنا
الـمنذورُ للأَصدافِ أَجـمعُها
كأَورامٍ
على جسدي
وحيدًا
مثل زوبعةٍ
تُنافسُ
هدأَةَ الدنيا
إِذا
حَدَّتْ على الـموتى
وقل
للأَرضِ : يا أُمي
دعيني
أُودِع الأَولادَ والـجدرانَ
والـجيرانَ
سِرًّا
في خلاياكِ
خُذيهم
كيفَما كانوا
فُرادى
أَو جـماعاتٍ
وصُرِّيهم
مع "الذَهَباتِ"
في
صُندوقِكِ الغالـي
ولُفِّيهم
بوجهِ مـخدَّةٍ بَلِيَتْ
بإِبريقٍ
تبقَّى من جهازِ العرسِ
لـم
يُكسَرْ
وفي
الصندوقِ مِكحلةٌ ورثناها عن الـجدَّةْ
و"طاسةُ
رعبةٍ" صَدِئَتْ بنكهتها النحاسيَّةْ
ومنديلٌ
وثوبُ
العرسِ
والشالُ
الذي لـم ينسَ
ما
قالت لكِ الدنيا عن الدنيا
هناكَ
.. هناكَ
ضُمِّيهمْ
مع الغالـي على قلبكْ
أَنا
الصوتُ الذي اختنقتْ
بقلبِ
النارِ جَهرَتُه
فصارَ
أَسيرَ أَحبالٍ
وصارَ
طريحَ أُمنيةٍ
عجوزٍ
في تَـحاوُرِها
مع
الـماضي
أُريدُ
كرامةً أُخرى
لأَنبتَ
مثل شوكِ الدارِ والأَسوارِ والـحارةْ
كعُمري
حين يُلزمُني بِشكلِ الوجهِ والهيكلْ
كموتي
حين يـحمِلُني من الطرقاتِ للدفترْ
كريحٍ
ليسَ يـمنَعُها اصطفافُ حجارةِ الـمبنى
كأَرضٍ
تنتقي قمرًا لِتَتْبَعَهُ
إِذا
غابتْ شـموسُ الكونِ
في
أَشلاءِ مقبرةٍ
أُريدُ
كرامةً أُخرى
لأَحـمِلَني
إِلى تاريخِ أَحفادي
أُغيظُ
الليلَ بالأَحلامِ
والإِيـمانِ
بالشمسِ
التي تأْتي بـموعِدِها
وأَهتفُ
دونـما صوتٍ
فمي
في الرملِ مغبونٌ بصحبتِهِ
وهذا
الطينُ مزروعٌ بأَحرفنا
بـما
قالت شهادتُنا
وما
قالت حناجِرُنا
قُبيلَ
الدفنِ للتاريخ:
لن
ننسى
إرسال تعليق