تَبَرَّأوا ما
شِئْتُمُ، وما اسْتَطَعْتُمْ
من دِمائِنا
وأخْرِجونا من
حِمى دِيارِكُمْ
ثُمَّ الْعَنوا
أرحامَنا إلى الأبَدْ
وقَيِّدوا
أرواحَنا يا مَعْشرَ الأعْرابِ
-
إنْ شِئْتُمْ- بِحَبْلٍ مِن مَسَدْ
وأتْرُكوا
مصيرَنا، يا أهْلَنا، في كَفِّ حَلّالِ العُقَدْ
نَدْري بأنَّهُ
كَثيرٌ بَحْرُكُمْ
وأنَّ ماءَ
نَخْوَةِ الأعْرابِ لا يُحَدّْ
لكنَّهُ في
غَزْوَةِ الأحْزابِ مِنْ زَبَدْ
شُكْراً لَكُمْ
لأنَّكُمْ
سَمِعْتُمْ
فَوْقَ ما يُطاقُ عَنْ أخْبارِ مَوْتِنا
شُكْراً لَكُمْ
يا أيُّها الفُرْسانْ
لأنَّكُمْ
واجَهْتُموا المَغولَ والتَّتارْ
مِنْ أوَّلِ
النَّهارْ
بِحَرْبَةِ
اللِّسانْ
وأنَّكمْ
جَنَحْتُموا للحربِ عِنْدَ
جِدِّ الجِدِّ
في طَنٍّ مِنَ
الأكْفانْ
شُكْراً يا
جَدِّي الطّاعن في الجِبْتِ
لن أرْفَعَ في
وَجْهِكَ – مِنْ قَهْري- صَوْتي
وسأُخْرِسُ لو
شِئتَ امْرَأتي
وأَخِيطُ بإبْرَةِ
جارَتِنا... بِنْتي
وسأبْصُقُ في
يومِ الجُمُعةِ
كي تَرْضى
أيّامُ السَّبْتِ
وسأقبلُ أنْ
تَجْعَلَ ما فَوْقي
تَحْتي
لكنّي أدْرِكُ
ما يأتي
مِنْ نَصْرٍ
يَصْنَعُهُ مَوْتي
وأسْألُ اللهَ
العَلِيَّ أنْ يَكْفيكُمُ
في دَوْرَةِ
الأيّامِ شَرَّ المَعْرَكَةْ
وشَرَّ غَدْرِ
البَرْمَكَةْ
وَلْتَعْذُروا
جَهْلي، وما جَرى
على لِسانيَ
المُعْوَجِّ مِنْ جُموحِ الفَذْلَكةْ
فَقَدْ نَسيتُ أنَّني
أسْتَنْجِدُ
الأَعرابَ في زَمانِ الأمْرَكَةْ
والآنَ، وفي
آخِرِ مَكْتوبي
مِنْ بَعْدِ صلاةِ
العَصْرِ
سأصيحُ: أيا
وَحْدي وأنايْ
وأهْديكُمْ
شَيْئاً من بَعْضِ بقايايْ
وأعْتَرِفُ
أنّا النَّمّامُ إليْكُمْ بِجَميعِ عُيوبي
فَوَحْدَكَ يا
ربُّ العالِمُ أَنّي
( أطْبُخُ في
القِدْرِ حَصايْ)
والسلام.
إرسال تعليق