المدى قلقٌ
والسماءُ رقمْ
واحدٌ
سبعةٌ
مئةٌ
والعديدُ ازدحمْ
قدَّ طيفَكَ سيفُ سُدًى
شَجَّ قافيةً من ربابٍ ودمْ
وتناءَتْ ضبابةُ بِشرٍ
وغابتْ عن الوقتِ
خانتْكَ ألفُ نَعمْ
المدى قلقٌ
والوجودُ صدًى
وتباريحُ قلبٍ وفمْ
المدى قلقٌ
والسماء سماؤكَ
قُلْ ما تعودتَ؛ لا
ثم لا
ثم لا
في شَمَمْ
من محياكَ
يصعدُ غصنُ جهاتِك
يصعدُ بين يديكَ
لترتفِعا شجرًا
وقصائدَ من أملٍ وألمْ
من رمادك
تصعدُ أنفاسُكَ البكرُ
تجذبُ صوتَ حفيفِكَ
في الريح
في فُسحةٍ للتأمل
في لغةٍ من شعاعكَ
يُزجي الضياء
إلى جهةٍ من حُلُمْ
....
من رمادك قُمْ
واصعدِ الوقتَ قاوم وقُمْ
مثلَ عنقاءَ ضدَّ الهباءِ
تجدّدْ وَعُدْ
واصعدِ الوقتَ وانمُ
كساقِ صنوبرةٍ
كشعاعِ بنفسجةٍ
عند حافةِ إشراقةٍ
في مداكَ صباحًا
كَسِرّكَ تمتزجُ البتلاتُ
بكأس الحياةِ
ويعصرنَ خمرتهنَّ
تقول الفسيلةُ للشمس
أمي انتحتْ ريحَها الموسميةَ
حينَ نمتْ أُهبتي
لم أعدْ بعدُ من لغتي
كيْ أكونَ أنا
أو أكون الذي كانَ
يا شمسُ يا صحبتي
سأصيرُ غدًا ما أردتُ
سأنبتُ في ساقيَ المستقلّةِ
أنمو يدًا وندًى
وأنايَ التي في مياهي
..
تجدد وَعُدْ
ساطعًا في صعودِكَ
ما لسواك رؤاكَ
ولا وجهةٌ
فلتعُدْ كالمهندِ
ذُدْ عن يديكَ
إذا انسحبتْ غيمةٌ
من قرابينِ صيفكَ
نحو السديمِ
وسالتْ دماءُ الغزالةِ
عندَ المصبّ كماءِ القصيدةِ
فضَّتْ بكارتَها فكرةٌ
تتناسلُ من شهوةٍ ونغمْ
الغناءُ سماءٌ
فقُمْ وانتقل
بين وحي المقاماتِ
واستبشرِ الفجرَ
وقتَ السكون
ووقتَ الحلولِ
إذا اتّحدَتْ نجمةٌ بجبينكَ
وارتسما قدرًا
من سنًا
فارْتَسَمْ
من رمادكَ قُمْ
وتقدمْ إلى الركحِ
في غيمةِ الحُلم
يفتحُ أبوابَهُ للولوجِ
إلى غصّةٍ في الحكايةِ
همسٍ شفيفٍ
يناوئُ صوت الهديرِ
وروحَ الصدى
فتقدّم على حافة الخوفِ
وامنحْ تفاصيلَ وجهكَ
في رؤيتيكَ
سناءً وماءً
نوافذَ من نرجسٍ للبعيدِ
وداليةٍ ليديكَ
وقلْ للغموضِ الذي
شابَ شُبّاكَ شوقِكَ
خذني إلى شبَهٍ في العروجِ
إلى صورتي في السُّهى
شُرفةِ المُشتهى
فالقصيدةُ مثلُ الرصاصةِ
تلك التي أقحَمتْ
صوتَ قافيةٍ في الكنايةِ
أقفلتُ أبراجَها بيديَّ
وأطلقتُ عصفورةً للرصاصةِ
أودعتُ صوتي
سليلَ الشعاعِ
ووردِ القصيدةِ: هُزّي
إليكِ جذوعَ المنى
بين تفاحتين كسحرٍ بلا ساحرٍ
المسافاتُ آسرةٌ
والنكوصُ ندمْ
...
من رمادكَ قمْ
مثل عنقاءِ روحكَ
مثل شراعٍ
على قاربٍ في مياه الخلودِ
وعدْ واضحًا كالمهندِ
تصطكُ في قلقٍ
تَلجُ الممكناتِ
على صهواتِ الرعود
وتنداحُ في مشرقِ الروحِ
تهتفُ باسمِ الغربيينَ
تلعنُ رجسَ
الشياطينِ
والسارقينَ
وتصرخُ: لا
في الحكايةِ منذ البدايةِ
حتى احتراق النوارسِ
في صورةِ الماء
حتى شطوط العدمْ
واثقٌ من جنونكَ
هذا المدى سَقَمٌ وسَقَمْ
واثقٌ من جنونك
ضد الطغاةِ
وضد الغزاةِ
وطائرةٍ قذفتْ
كلّ هذا المواتِ
وضدّ اعتذاركَ عن وجعي
حين ضمّدتُ أول أغنيةٍ
بسنونوتين وجرحي
وحاولتُ في زهرةِ اللوز حرفًا
فغبتُ عن الوعي ..
يا أنتَ..
قمْ من رمادكَ
ناوِئ صداك على سلم النهاوندِ
وقمْ سيّدًا
واثقّا من محياكَ
في لغةِ السحرِ
عُدْ زاخرًا بالبلادِ
وقم ثائرًا قاهرًا عاتيا
وعلى وجهةِ النورِ
قُمْ شجَرًا عاليًا
وارتفع شجرًا
عاليًا عاليًا
..
إرسال تعليق