-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

إخلاص / للشاعر موسى صالح الكسواني


على كلالة تنوس من سراج خافت

وفي قطيفة من الليل الحريريِّ الموشى بالخفاءِ

كان حائكٌ يحوك لَذة اللقاء بيننا

كأنما طيفٌ يغيب ثم يمتطي

شراهةَ العيون لحظة انخطاف

همسيَ الشهيِّ من حضور غفلتي بين الحضور

كنا نحاور الجنونَ خلسة من حولنا

وكان كل ما يحيط بالمكان يحتفي بنا

وقد بدوتِ مثلما الملاكِ هيبة

على عرش البهاء حينما

تَأذَّنَتكِ النورَ ظُلمةُ السَّوادرِ المعلقاتِ

في سوابحِ السماء

واستأنستْ هتافكِ الفجريَّ صفحةُ الصباحِ

كي تضيءَ ضحكةَ الشروقِ

في حواكير البلادِ المتعبة

وكي يُدندنَ الندى بما احتوى شذاه

في حفيف أقحوانةٍ

يئنُّ غُصنها الرقيقُ قربَ جدولٍ

يبكي غيابَ وارداته عند الأصيل

يا أيها المدى الذي ترنَّمتْ

على إيقاعه زهورُ أول الربيع

عشتار أنت أوَّلي وآخري

وما أردتُ غير أن يزورني

شفيفُ طيفكِ الجريءِ يا وليدةَ الضياءِ

قبل أن تُهدى إلى جوارحي نذيرةُ الأفول

قصيدتي لثغ الهوى في فتنتي الأولى

وفي امتلاك فرحتي

عشتارُ نخلةٌ تصبُّ من لذيذها

في كأسي العطشى

وفي طفولتي التي لم تكتملْ

صغيرتي أتتْ بها مَخابئُ الأسرار من غيابةٍ

لم تؤتني رحابةَ اللقاء في حقولها

ولم تتح لي صبوتي التي تَسرَّبتْ إليّ في خديعةٍ

وقد غفلتُ فحوَ خطوها السريع

حُمِّلتُها سحابةً ترشُّ نعناعًا على

خدود الراشفاتِ شهدهنَّ من قلوب العاشقين

زرعتُها ريحانةً للروح كي أفوح

وسِرتُ حاملًا أريجَها على بصيرةٍ

أطوفُ في الدروبِ رغبةً

أُضيءُ عتمةَ القلوبِ القاسية

حُمِّلتُها وفوق سرجِ مُهرها

سهامُ مَقتلي

وفي هُتافِها بقاءُ ما تبقى

من سعادةٍ ومن حياةْ

____

 5/8/2023


إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016