النهارُ الوداعةُ في مشهد النورِ
روحٌ مدللةٌ بالسرورِ
حياةٌ تدبُّ على الأرضِ
أرضِ الخيالِ وتمنحنا رقصةَ العندليبِ
على غيمةٍ سكنت شجرا
لستُ وحدي هنا
الحمائمُ غارقةٌ في الهديلِ ومعنايَ..
أرجوحةٌ ونساءٌ
كما البرتقال على حافة النهرِ
يشربنَ كأس الندى واثقاتٍ
من النوءِ
ريحٌ بلا أهبةٍ
سوسنٌ بالغُ التيهِ
أشجارُ سروٍ ظلالُ التَّبَتُّلِ
أغنيةٌ من شمال الحكاياتِ
بختةُ سيّدةٌ أهدرتْ موعدا
في الطريقِ إلى السوقِ
والملتقى حجرٌ طاشَ
عن خفقةِ الوقتِ والزمنِ المُشتهى
سائرٌ في خطايَ وذاكرتي خصبةٌ
لغةُ للحساسينِ أفهمها جيدا
لا تقولُ تعالَ تقول:
انتبهْ للحروفِ وللفكرة الراهنةْ
في القُليعةِ مقهى على أهبة الطرقاتِ
يقدّمُ ما اعتصرَتْهُ الحكاية
في كأسِها الساخنةْ
المدائحُ أندلسُ الأغنياتِ
لمن غادروا باحثين عن الله في كسرةِ
الخبزِ والطرقِ
المُمكنةْ
والعواطفُ جيّاشةٌ يا سُعادُ
وأغصانها فاتنةْ
الرياحُ كهذا النهار اللطيف
ثمانون .. تسعون مركبةً للمياهِ..
شِباكٌ على أهبة الرزقِ..
أخبرني واحدٌ: كسبُنا في هدوء الرياح قليلٌ
وتزدادُ خيباتُنا .. العواصف تفتح باباً لمعجزةٍ أو تؤجل خاتمةً في الروايةِ للغدِ
تيبازةُ اليومَ حالمةٌ بسناها
بأرضِ تعلمُنا كيف يأتي الغزاةُ
على موجةِ الماء كي يشربوا ماءَنا
ثم يلعنهم ملحُنا
ورمالُ الشواطيء مندحرين
العواطفُ جياشةٌ يا سعادُ
وعيناك في لهفةٍ تُرسلانِ أصابعنا
في اشتباكٍ على الرملِ..
تكتبُ في غفلةِ الماء أسرارنا:
لا تذوب الحكاياتُ تعجنُها
لمسةٌ قبلةٌ وجنونٌ
على شاطىءٍ حملتهُ يداكِ كحوريّةِ
قدّمتني لآلِهةِ البحر في شهر تموزَ
عدتُ أفتّشُ عن لحظةٍ ضيعتني وجدتُ
أصابعنا في الرمال ومِلحاً على شفتي
النهارُ فصيرٌ
ومعناك في الشمسِ أشهى
تضيقُ الحروف بما قد نقولُ
ونصعدُ في التلفريكِ إلى قمةِ الحلمِ
نهمسُ للوقتِ مهلَكَ..
تنداحُ دهشتنا ونطلُّ من الفوقِ
ذاك المُشجّرِ باللوز والجوز..
غابتُنا مثلُ فكرتنا عن ولوجِ الوعورةِ نحوَ
فضاءات أسمائِنا مُذْ أقمنا شعائرنا
في السرايدي رقصنا على دفقةِ الماء حين احتفلنا
بصُحبتِنا
وكتبنا على الساقِ ساقِ
صنوبرةٍ:
ما افترقنا ولكن تبعنا أزاهيرنا
وإذا ما افترقنا ستجمعنا لغة
في الطبيعة يفهمها
الاصدقاءْ
بونةُ الساحليةُ تزداد أبهةً
والحجيجُ يطوفون بالكورِ في نُسكٍ
كل شخص على حدةٍ حاملٌ فكرةً
يذهبون إلى شغلهم غير مكترثين
بورد المكان ولا بطيور المدى
ذاهبين إلى الله مقتنعين بما قدمته البلاد
ونورسةٍ أومأَتْ للموانيء عن وجهةٍ سافرتْ
بائعُ الجورنال على دفةِ
الكشك في الكورِ مبتسمٌ كالظهيرةِ
يعلمُ أني غريبٌ (غريبُ بمعنى المسافةِ)
كان يحدثني عن أبيه
وعن ثورة البحر ضد الغزاة
يقول: فلسطين أختُ الجزائر
والمستعمرُ الأجنبي سيرحلُ
حين تقررُ أرض البلاد وتعلنُ ثورتها
كنت أتركه يتحدث
أذهب أجلس في الكور أبحث عن وطنٍ في الجريدةِ
لم أنتبهْ حين عدتُ من
السوق
أني نسيتُ يدي عند بائعِ
موزٍ
ولا ينتهي السردُ عند الصغيرةِ تلك ال تلحُّ
وتسألُ عن نشأة الموز عن زارعيه وعن قاطفيه وعن من سينساه في السوق
قلت: سأبتاع حلوى الشوكولا بما قد نسيتُ
فهزت – على مضض -رأسها سألتني: متى ينجزُ الليل
أعماله كي يتيحَ لنا رؤية الله عن كثب ٍ
قلت: نظرتُنا وحلولُ السنا
همستْ: عندما يورقُ الشجر الغضُّ
حين تزور الزهورُ الشبابيك والشرفات
وحين تصدق عينايَ ما قد
همى
وتعود الغمامةُ سالمة للسما
الفتاة الصغيرةُ تلك الفراشةُ رفّت على لغتي
ومضت نحو أزهارها
النهارُ المسارُ المواعيدُ
في شارع الورد (ديدوش
مراد) خطاي التي عبقتْ ريحَ مشواريَ النرجسيَّ وأثْرَتْ أنايَ
أنا شاعرٌ وابنُ تجربتي
ما استعرتُ يدا
ما استعرتُ غدا أو صدىً
وهديلي يدلّلُني
شارعُ الذكريات أسيرُ ويصحبني
قلقٌ ثم يرفعني صوت نايٍ حزين
إلى مرتقىً حالمٍ
لا أسيرُ وحيداً أذكّرُني بالحقولِ
وأسألُ عن وجهتي غير مكترثٍ بالوجوهِ
أحدّدُ منذ البداية عنوان قريتنا وأغيبُ عن
الوعيِ
أصعدُ في سلّم في البناية
للطابقِ الرابعِ الخامسِ
ال(قد نسيتُ)
أصادفُ شخصاً يسابقُ خطوته: مرحباً يا رفيقُ
ويمضي
وأصعدُ في دعةٍ ،
ألتقي بفتاةٍ كقطعة
ميلفاي
أخبرها أنني شاعرٌ فارس
أستطيع العروج إلى نجمةٍ
في المجرةِ
تخبرني بابتسامتِها الساحرة ْ:
أنا عاشقةٌ وأحب المسير على الأرضِ
فاصعدْ إلى ما أردتَ
ودعني أكَمِّلْ طريقي نزولا
على درجٍ سوف يفضي إلى بلدتي في الجنوبِ
وأكملتُ سُلّميَ اللولبيَّ صعوداً
إلى نجمةٍ لم أجدها هناك
وعدتُ على عجلٍ نازلاً لا أراها
ولكنَّ رائحةً من شذاها
النهاراتُ راحلةٌ والدروب تسيرُ إلى المُنتهى
.. كل نهر يسير يصبّ المياه
وأَوزارَهُ في المحيطِ
على شاطيء للبحرِ ذكّرني صاحبي بالمكيدةِ قالَ:
القصيدةُ معرفةٌ وولوجٌ إلى الخَلجاتِ
تَتَبُّعُ عصفورةٍ منذ أول غصنٍ
إلى وكرها في سياج الحقولِ
ومشيٌ على ريثِ قبرةٍ
أو على عجلِ السّيلِ حتى النهايةِ
دفقٌ من الذات والأمنياتِ
ومعنىً على جذع زيتونةٍ
أو على شلحِ زنبقةٍ أورثتْني النضارةَ في لغتي
وأَنايَ التي عشقتَ بلدا كالجزائِرِ
مدّتْ يداً لي فقَبّلْتُها
تركَ البحرُ ملحاً على شفتي
القصيدةُ تلك المواعيدُ مُذ أجلتها الحداثةُ
أوعلّقَتْها على غيمة عانقتْ شجرا
فانتبهتُ إليَّ وقبّلتُ
جرحي
....................
• القليعة ، تيبازة ، بونة
،السرايدي .. هذه مدن وبلدات جزائرية
• الكور : وسط مدينة عنابة
• ديدوش مراد : اسم شارع (
قائد وشهيد) في العاصمة الجزائرية
جميل وراق
ردحذف