الصراع الصهيوني الفلسطيني في رواية
قناع بلون السماء
باسم خندقجي
بعد رواية "نرجس العزلة"
التي كشفت حقيقة معاناة الأسير في سجون الاحتلال، وكيف أن الزمن/ الجدران/ الواقع
له وقعه الشديد على السارد/ الأسير، فهو أولا وأخيرا إنسان له تطلعاته نحو الحياة
السوية/ العادية كباقي الناس، تأتي رواية "قناع بلون السماء" لتعطينا
صورة أخرى عن تلك المعاناة، فالسارد "نور" انتحل شخصية "أور"
الإسرائيلي وأخذ يتصرف ويعمل ويفكر على أنه شخص آخر يملك الحرية المطلقة في التنقل
والعمل في فلسطين التاريخية دون أية عوائق، فيجد الترحاب والتسهيلات من قبل
الاحتلال، فهو يعمل كدليل سياحي ومهتم بالآثار، وهنا يحدث الصراع بين فلسطينية
"نور" ابن المخيم ما يعانيه من ملاحقة أمنة تحول دون دخوله القدس
وفلسطين ال48، وبين شخصية "أور" اليهودي الذي يمتلك حق التنقل والسفر
والدخول إلى أي مكان دون أية معيقات، ضمن هذا الواقع يكشف "نور" حقيقة دولة
الاحتلال وطبيعة المجتمع الصهيوني.
وهناك صراع داخلي بين شخصية
"نور وأور" فالسارد أستفاض في تناول الصراع النفسي عند "نور"
حتى أنه جعله يتحدث بصوت "أور" الصهيوني، وهنا يكون السارد الفلسطيني قد
منح حرية للصهيوني ليتحدث بصوته، وهذا يأخذنا إلى فكرة أن الفلسطيني متسامح/ رحيم/
إنساني حتى مع عدوه، لهذا أعطاه حرية الحديث وطرح أفكاره، بينما المجتمع الصهيوني
المتمثل بشخصية "أور وأيالا" لم يتوانو عن قمع "نور وسماء"
ومارسوا عقيدتهم الصهيونية عليها، فنجد "أور" يهدد "نور"
و"أيالا" تهاجم "سماء"
ونجد أيضا صراع (نسائي) بين شخصية
"سماء إسماعيل" الفلسطينية وبين شخصية "أيالا" الصهيونية التي
كشفت قبحها وعقم تفكيرها، فهي لا ترى سوى دولة إسرائيل وشعبها المختار، وإذا ما
علمنا أن "سماء" تعيش في حيفا داخل الخط الأخضر، نصل إلى فكرة أن دولة
الاحتلال لم تستطع أن تدجن/ تروض/ تهود الفلسطيني رغم أنه يعيش ضمن قوانين وتعاليم
دولة الاحتلال.
كتابة الرواية
قبل الدخول إلى فكرة الرواية وما
فيها من مضامين نتوقف قليلا عند الشكل الذي قدمت به، فقد اعتمد السارد على تكسير
وتيرة السرد في أكثر من خمسة عشر موضعا، وكأنه من خلال هذا الأمر أراد أن يؤكد
حالة الصراع/ الصدام التي تعيشه فلسطين، فهي تفتقد (للانسجام/ للاستقرار) للحياة
العادية/ الطبيعية/ السوية، وإذا ما علمنا أن تلك (الاقتحامات) التي واكبت السرد
الروائي لم تكن تخضع لمعيار معين (ودون ضوابط)، حيث كانت تجري حسب (ما يراه
السارد) المهيمن على سرد الأحداث، أمكننا أخذها إلى تلك الاقتحامات/ التدخلات التي
يقوم بها جيش الاحتلال إن كانت داخل السجون أو في المدن والبلدات والقرى والمخيمات
الفلسطينية.
وأيضا يمكننا أخذ كسر وتيرة السرد
إلى الحالة النفسية التي يعيشها السارد/ الكاتب داخل الأسر وما فيها من روتين قاتل
وإجراءات تجعله أقرب إلى الآلة منه إلى الإنسان فأراد تحرير ذاته بهذه الرواية/
بهذه الحرية التي أوجدها لنفسه في "قناع بلون السماء"
الصراع
هناك أكثر من شكل للصراع يعانيه
"نور": "لذاكرة ما تفتأ تضاجعه لتلد له الماضي توائم ممسوخا مشوها
بين ماض وحاضر، بين مخيم ومدينة، بين رام الله والقدس، بين أبيه وظله، بين نور
وأورـ بين الصمت والبوح، بين القراءة وتسجيل البطاقات الصوتية، هنا في هذا
المابين، يعيش نور المشهدي ويترعرع ويطرد قيظه برطوبة مجدلية" ص53، اللافت في
هذه الفقرة أنها تُجمل معاناة "نور" معاناته في الماضي والحاضر، معاناته
في المكان، ليس في المخيم والمدينة فحسب، بل معاناته بين المدينة وبين الرطوبة/
السجن، وأيضا معاناته في الكلام مباشرة وبين التسجيل الصوتي الذي يأخذنا إلى كتابة
الرواية التي تم تسجيلها صوتيا قبل كتابتها وإخراجها للحياة.
ننوه إلى أن اسم "نور"
يترجم إلى العبرية ب"أور"، وهذا ما أشار إليه السارد في الرواية، هذا
التلاقي في الأسماء يأخذنا إلى تشابه المعنى بين ما يطلقه الفلسطيني واليهودي، لكن
يبقى الخلاف في فهم، في التعاطي مع هذه الأسماء وكيف يفهمها كل طرف.
يطلعنا "نور" على الكنز
الذي اكتشفه في (الجاكيت) الذي ابتاعه من متجر حيث وجد هوية إسرائيلية/ هوية زرقاء
داخل الجيب تحمل أسم أور: "للاسم مناعة يا مراد وللقناع حصانة.. أنا عثرت على
قناع واسم لأتسلل من خلالهما إلى أعماق العالم الكولونيالي... أنا أجد متعة هائلة
بنجاحي في تمرير شخصيتي كأور شابيرا .. هذا الاسم مذهل! القناع يمنحني اكتفاء تاما"
ص55، وهنا يكشف لنا "نور" ما الدافع وراء تمثيل دور "أور" فهو
يريد كشف حقيقة النظام الكولونيالي.
وهنا يدخل نور إلى شخصية
"أور" حتى انه يتقمصها ويمثل دورها بشكل متقن فيتغلب "أور"
على "نور" ويقمعه كما يقمع أي صهيوني الفلسطيني: " شعرت أن هذه
الهوية ذات غواية تدفعني نحو الاتحاد بها وعدم التنازل عنها" ص70، فاللعبة
بين "نور وأور" هي ما يميز الرواية، فنجد "نور" يتداخل/
يتحاد/ يتوحد مع "أور" لكنه لا ينسجم معه، وتبقى حالة التوحد مرحلية/
مؤقت: "كلا يا مراد.. اطمئن، فأنا لم أزل أنا نور، بيد أنني نور الجواني..
أما أور فهو أور البراني.. أنا الباطن وهو الظاهر، الباطن يتجلى والظاهر
يحجب" ص87، من هنا يدخلنا "نور" إلى الصراع الفلسطيني الصهيوني،
وكيف يتعاطى كل طرف مع ما يجري على الأرض:
"ـ عشرات الإصابات في صفوف المقدسيين المحتجين على اقتحام
المسجد الأقصى المبارك من قبل جماعات يمينية استيطانية.
ـ تتصاعد حدة العنف والإخلال بالأمن
العام في أورشليم من قبل عشرات مثيري الشغب، المستشار القضائي للحكومة يرفض إصدار
فتوى قانونية حول قضية البيوت المنوي إخلاؤها في حي "شمعون هتصديق" ص96،
ضمن هذه الأجواء انتحل "نور" شخصية "أور" وكان عليه تجاهل فلسطينيته
والظلم الواقع عليه، كل هذا ليبين فداحة العنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال على
الفلسطيني وحجم الفاشية التي تتبعها.
يدخلنا "نور" إلى الطريقة
القذرة التي يتعامل بها الصهيوني مع الفلسطيني من خلال هذا المشهد:
"همس أور بأذن نور الذي رد عليه بالهمس ذاته
، أنا أرتديك
كما أشاء لا كما تشاء أنت.ـ سأفضحك .. سأقول لصاحب المكتبة إنك محتال، وتنتحل
شخصية ليست لك.. شخصية يهودية.
ـ هل أنت صهيوني حقا أم يهودي فحسب؟
ـ وما الفرق؟
ـ ثمة فرق شاسع.. فأنا لا أعتقد أنني
وأبا إبراهيم لدينا مشكلة في كونك يهودي، بل في كونك صهيوني" ص107، نلاحظ
طريقة التهديد التي يستخدمها المحتل في تطويع الفلسطيني لإبقائه طيعا كما يريد،
ونجد أن الفلسطيني يتعامل بموضوعية مع الاحتلال، فاليهودي لا يشكل مشكلة عند
الفلسطيني، بينما الصهيوني/ الصهيونية هما من يعاديه ويعاديها، فالتباين بين مفهوم
"أور ونور" يكشف طبيعة العنصرية التي تحكم العقل الصهيوني، وطبيعة
الفلسطيني المنفتح اجتماعيا على الآخرين بصرف النظر عن الدين.
وعندما يتم قبوله في البعثة الأثرية
يخاطبه "أور" بهذا المنطق:
"لست أنت من أقنع بريان بضرورة قبولك بالبعثة الأثرية بل
أنا.. أنا أور شابيرا ولست أنت يا .. صحيح قل لي ما اسمك من أنت؟
ـ وهل مثلك يكترث لأسماء الآخرين من
أمثالي؟ أنا أسمي محدد مسبقا من قبلكم.. هكذا قال لي صديقي الذي حددتم أنتم اسمه
أيضا: إرهابي ومخرب.. اسم متسلل متواجد بصورة غير شرعية داخل إسرائيل" ص111،
بهذا الشكل يتم فضح السلوك الصهيوني تجاه الفلسطيني، وكيف ينسب له تهم "مخرب/
إرهابي/ متسلل رغم أنه صاحب الأرض ويتعرض لإرهاب منظم من قبل دوله وسكانها.
يحاور "نور" الفلسطيني
"أور" الصهيوني كاشفا جرائم المحتل:
"أريد أن أدرك حقوقك التي اخترعتها أنت فوق هذه الأرض..
حقك بالوجود.. بالحرية.. بالحركة.. بالاستيطان.. بالاحتلال.. بالاعتقال..
بالاغتيال.. حقك بتشريدي ومصادرتي ومطاردتي وإقصائي وتهميشي.. أريد أن أتعلم
الأسماء الصهيونية كلها لكي أقوى على مواجهتك" ص133، تستمر مواجهة نور وأور
مبينا زيف دولة الاحتلال ومظاهر العمران فيها، والسواد الذي تخفيه الغابات الخضراء
تحتها:
"ـ اللعبة بدأت منذ أكثر من سبعين عاما.. حين زرع أجدادك
هذا الجبل بالجثث والأشجار لإخفاء بقايا معالم قرية أبو شوشة التي هجرها أهلها
وقتلتموهم إبان نكبة 1948" ص147، إخفاء معالم القرى المدمرة/ المهجرة نهج
استخدمه الصهاينة لإخفاء جرائمها ووحشتيها وفاشيتها تجاه الفلسطيني، فتحت كل
مستوطنة هناك قرية/ بلدة فلسطينية:
"ـ كيف ستبلغ اللجون؟
ـ بل قل كيف ستبلغ كيبوتس مجدو؟
ـ بل اللجون.. إنها قرية بكاملها
مدفونة أسفل أقدامكم.. يا إلهي، كم أنتم بارعون بإزالة آثار الجريمة يا رجل،
باللون الأخضر.. بالأشجار.. أينما وُجدت الأشجار في بلادي فتلك نكبتي" ص177.
يختم السارد الرواية بانتصار الحق
"نور" على الباطل "أور" من خلال هذا الحوار:
"ـ أنت أصبحت إنسانا خلال هذه المدة بفضلي أنا، بفضل
هويتي.
ـ فإذا ما نزعت قناعك الآن، أفلا
أصير إنسانا؟
ـ
...
ـ أجبني .. أرجوك.
ـ حسنا.. لا أعلم.. ربما! لكنني أخشى
من اختفائي أنا إذا ما أصبحت أنت إنسانا." ص234، بهذا الحوار يختم السارد
الحوار مع "أور" الصهيوني، فالصراع وجود بينا وبينهم، فهم لا يرون وجودا
لنا كالفلسطينيين، كبشر، لهذا نجدهم متوحشين همجيين في تعاملهم معنا، وعندما أشار
"أور" إلا أن اعترافه بإنسانية الفلسطيني تعني انتهاء وجوده كمحتل، أكد
بأن هذا الدولة ومن يمثلها ما هم إلا محتلين، وما وجودهم إلا طارئا وسينتهي.
الزمن/ الوقت
في بداية الرواية نجد تركيزا كبيرا
على الزمن، حتى أن السارد يذكره مباشرة أو من خلال الأحداث، وهذا يقودنا إلى طبيعة
السارد/ الأسير وثقل الزمن/ الوقت عليه: " رحلة الشتاء والصيف يا صديقي التي
لا تتعب ولا تهن بها أمي من اجل أن تراني من وراء الزجاج العازل للمشاعر لمدة لا
تزيد عن خمس وأربعين دقيقة في الشهر، فإذا ما قمت أنا بحسم الإغلاقات التي يفرضها
علينا الاحتلال بحجة الحفاظ على الأمن خلال فترة أعياده القومية والدينية، فإنني
لن أرى أمي في العام الواحد سوى 450 دقيقة أو أكثر أو أقل قليلا" ص18، اللافت
في هذه المقطع أن السارد أوصل فكرة ثقل الزمن عليه وعلى أهل/ أمه من خلال الفكرة
ومن خلال استخدام ألفاظ متعلقة بالزمن: "الشتاء، الصيف، لمدة، خمس وأربعين
دقيقة، الشهر، فترة، 450 دقيقة" وهذا ما انعكس على سرد الرواية التي كان حضور
الوقت/ الزمن في بدايتها قويا: "تنتزعه ذاكرته من لحظاته الصباحية هذه، إلى
ذلك المساء الرمضاني الواقع في أواسط آب 2011" فهنا أيضا نجد الزمن/ الوقت في
المعنى وفي الألفاظ معا: "لحظاته، الصباحية، المساء، الرمضاني، آب" لكن
بهد أن يتقمص "نور دور أور" يتحرر من الزمن ويأخذه الصرع بحيث يكون
تناول الزمن محدود وهامشي,
وهذا يقودنا إلى أن السارد/ الأسير
أستطاع أن ينتصر/ ينجح في تحرره من ثقل الوقت/ الزمن عليه وأن يكون محترفا في
صراعه مع المحتل، فكما انتصر "نور" على "أور"، أنتصر
السارد/الأسير على الزمن/ الوقت ولم يعد يتناوله إلا حسب ما تمليه على أحداث
الرواية.
العنوان "قناع بلون
السماء" والمتن
نجد علاقة تجمع نور بالقناع الذي
ارتداه "هوية أور الزرقاء، حتى أن السارد يذكر عذا القناع في اكثر من موضع في
الرواية: "وأنا عثرت على قناع واسم لأتسلل من خلالهما إلى أعماق العالم
الكواونيالي" ص56، "إذ هو بقناع الملامح وأور شابيرا" ص73، سأرتدي
قناع أور شابيرا للمرة الأخيرة" ص78، هذه الفقرات تم تكرارها في اكثر من موضع
في الرواية، وهذا يقودنا إلى علاقة الأحداث بالعنوان، لكن "السماء" التي
جاءت مُعرفة تم تحريرها من أل التعريف لتكون "سماء إسماعيل" الفتاة
الفلسطينية التي واجهة "أيالا" أكثر من مرة، وهذا ما جعل
"نور" ينتشي بوجودها وحضورها ومنطقها: "مارك.. كوني أعيش هنا فإن
هذا لا يعني أنني إسرائيلية أو يهودية.. كلا.. فهناك فرق شاسع بين كوني عربية
فلسطينية وكوني إسرائيلية" ص176، تأثير سماء على "نور" كان كبيرا
وفاعلا، فجعلها مثلا يحتذى به في مواجهة منطق المحتل: "ـ أليس التطهير العرقي
الذي اقترفتموه بحقنا هو الهولوكوست؟" ص221، وهذا ما قاد "نور"
ليعترف لها بحقيقته، بحقيقة كونه فلسطينيا وليس "أور" الصهيوني: "ـ
سماء أنا لست يهودي.. أنا عربي مثلك" ص222، وهذا ما يجعلنا نتجه إلى زيادة أل
التعريف في السماء، وكان يمكن أن يكون العنوان "قناع بلون سماء" للأثر
الذي تركته "سماء" على "نور" والخاتمة التي انتهت بقوله لها:
"أنت هويتي ومالي" ص238.
الأسئلة
ما يحسب للرواية طرحها أسئلة عديدة
متعلقة بالصراع الفلسطيني الصهيوني، وأخرى متعلقة بالشأن الفلسطيني، وأسئلة مرتبطة
بالمكان،: "إذا كانت هذه الأرض مقدسة حقا، فلماذا هي ظمأى إلى هذه الدرجة
المتوحشة للدماء؟ص856.
"أليست كل طرق ودروب القدس مزدحمة بالآلام؟" ص98،
فالسؤال موجهة للدخلاء الذين سفكوا الدماء في الأرض المقدسة، إن كانوا في الماضي
أم في الحاضر، طبعا الإجابة كافية لإيصال فكرة عقم الفكرة الصهيونية التي اقتفرت
وتقترف الجرائم بحق الفلسطيني.
أما عن الأسئلة التي بين عنصرية
المحتل: "هل هما أسمي العبري ونجمة داود من دفعاك إلى هذا الاحتفاء المرح؟ لو
قلت لك الآن إن اسمي هو نور الشهدي هل كنت ستعاملني بالمثل؟" ص100، أيضا
الإجابة تدين المحتل وعنصريته.
"أليس التطهير العرقي الذي اقترفتموه بحقنا هو
الهولوكوست؟" ص221، وهنا تكشف "سماء" التلاعب الصهيوني بالأحداث
وكيف أنه يكيل بأكثر من مكيال، وما وجوده في فلسطين إلا جريمة بحق الإنسانية.
يفند/ ينقض "نور" فكرة الاشتراكية
في دولة الاحتلال، وكيف أن المستوطنات الاشتراكية ما هي إلا بؤر للإمبريالية وجدت
لخدمة المصالح الغربية: "اليوم هو عيد العمال، وهذه المستوطنات اشتراكية
علمانية.. ولكن كيف هذا؟ أليست الاشتراكية عي القدرة على خلق ظروف إنسانية لا
نكبوية؟!" ص188.
وعن فلسطينيي ال48 وكيف يعيشون في
دولة الاحتلال إسرائيل، يطرح هذا السؤال: "سماء إسماعيل مواطنة في دولة
إسرائيل أم مقيمة أم ضيفة أم عابرة سبيل؟ المواطنة بحاجة إلى وطن، أليس كذلك"
ص165. وهنا يفند "نور" الخلل البنيوي لهذه الدولة التي لا تعترف بحقوق
مواطنيها، المواطنين الفلسطينيين الذي تشبثوا بوطنهم وبقوا فيه.
أما عنى الأسئلة المتعلقة بالشأن
الفلسطيني: "كنت على وشك الذهاب إلى حي الشيخ جراج، لأعبر عن تضامني مع أهلي
الحي في وجه الهجمة الاستيطانية الشرسة التي يتعرضون لها، كنت سأتضامن ملتحقا
بالمتضامين والمناصرين والمتظاهرين المحليين والأجانب.. ثم سألت نفسي: ولكن بأي
هيئة سأذهب؟ بنور أم أور؟ علما أن الدافع هو تضامني.. تحيل؟ لهذه الدرجة من الدرك
الأسفل بلغنا يا مراد، أنتضامن؟! بحق السماء هل رأيت أو سمعت أو قرأت عن شعب
يتضامن بعض منه مع بعض آخر يعاني من الاحتلال؟ أقصد ضيف شرف على النضال!!"
ص138، هذه النظر الثاقبة تبين التقهقر الذي أصاب الفلسطيني، فإذا كان هناك خلل في
التعبير وعدم القدرة النطق السليم والصحيح، فكيف سيكون عليه الحال في الفعل/ في
العمل؟.
الرواية من منشورات دار الآداب للنشر
والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2023.
إرسال تعليق