-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
  • جديد الموقع
  • جاري التحميل ...
  • جديد الموقع
  • الشاهد للشاعر مأمون حسن

    يتهادى القمر بإكليل الشيب وصمت العمر،

    وحيدًا فوق رؤوس الأشجارْ.

    ينثرُ من زغبِ الروح على المرج،

    فتهرع للنور فراشاتٌ وقلوبٌ تنبض بالمرّ وبالحب الفوار

    تتدثر أعشاشُ الطير بدفء الريش الأبويّ،

    وصمتِ الجوع الثرثارْ.

    تفرح بالنسمات الأزهار.

    يصمت قمرُ الدهشةِ قهرًا؛ مما شاهد من أسرار.

    يبكي من تعب حاقَ بهِ، طاردهُ بين تلال العمر الدوار.

    مرّ بليلٍ يرسل جحفلَهُ في الأرض البور

     شاهد طرقاتٍ يعلوها صمتٌ وغبارْ

    شاهد مدنًا يسكنها السّغبُ،

    ومدنًا تسكنها اللذاتُ،

    ومدنًا تبكي في الساحات،

    ومدنا تسكن في قلب بنيها بين الثلج وبين النارْ.

    كانت أزهار اللوز البيضاء

    ترنو لعيون القمر وتغمض عينيها

    تحلم بنهار آخر في الأرجاء.

    ينظر قمر الدهشة في جنبات المرج،

    يحب تلألؤ حبات الطّلْ.

    وتضوّعَ أنفاسِ الفُلْ.

    وتراقصَ نسماتِ الليلِ ويقظة غزلان الواحات:

    تشرب ماءً،

    ثم تعاود قضمَ العشب وشم الغارْ.

    يرتعد الخنزيرُ ويصغي لحفيف الأشجار

    يرجوها أن تهدأ كي يعبر حقلَ الليلِ،

    إلى ليلٍ آخر قد لا يتلوه نهارْ.

    إرسال تعليق

    التعليقات



    جميع الحقوق محفوظة

    العهدة الثقافية

    2016