سَيْلُ الزرقاءِ صديقُ
قصائديَ الأولى
وصديقُ الأوراقِ اللائي
مَزَّقها الدَّمعُ القاني
وهو يُودِّعُ بِلَّوْر
الماءِ المُتَسلسلِ
موسيقى فوق مُلاءَتِهِ
الزرقاءْ
وأنا طفلٌ تَسْبحُ في عينيهِ
الموجةُ
دافئةً مثلَ فَراشٍ يتطايرُ
مَرَحًا
في دفترِ أحلامٍ كان بلا
أقفالْ
وأنا طفلٌ أنْجَبني غيثًا
غيمُ
الشِّعر على صَهَواتِ خَيالاتٍ
صَهْباءْ
ما زلتُ أنا وحديثُ مُناجاتي
مُنفردينِ بأسئلةٍ ليس
لها أجوبةٌ
منذُ فَغا الحرفُ بعطرِ
المعنى
وأنا أجلسُ فوق صفيحٍ من
صخرٍ أملسْ
أكتبُ ما استصفى من
هذيانٍ في دفتريَ المُتعبْ
السيل الآن وحيدٌ
لا شيءَ سوى حزنٍ يجثمُ
فوق عويلِ الطينْ
قد أكتبُ سيرةَ ذاتي
أو أنقشُ فوق الصخرةِ
زهرةَ عشقٍ لفتاةٍ تسكنُ
في مِرآتي
وحدي ما زلتُ يُسيِّرُني
خيطُ طفولتيَ الخضراءْ
أنظرُ في إيلافِ الجسدِ
الحاملِ
أسرارَ الزمنِ المنسيِّ
وما
تَذرفُه الذكرى فوق زُجاجِ
المرآةْ
فالطفلُ المتمردُ داخلَ
جُمْجمتي
أعْمته الغفلةُ عمَّا أكلتْ
من نَضْرتِه الأيامْ
ستونَ وستةُ أعوامٍ مَرُّوا
فوق حُقول العُمْر وَصَلُّوا
في مِحراب بَقائِي
والبسمةُ ذاتُ البسمةِ شيَّأها اللهُ
لتبقى تَرسُمني طفلًا
وتؤرجحُني منذُ مُناغاتي
الأولى
حتى آخرِ مأوايْ
ستظلُّ تُظلِّلني جيناتُك
يا بَعلُ طَهورًا وحياةْ
وتظلُّ مياهُ السَّيلِ
سَليلةَ أنْثايَ الأولى
منذُ انْبَجَستْ منْ جَوفِ
الجُبِّ عَناةْ
15/3/2023
إرسال تعليق