-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
  • جديد الموقع
  • جاري التحميل ...
  • جديد الموقع
  • القاص الصمادي في كتابه الجديد: الاستدلال على خصوصية الأشياء

     "لعل الخبرة التي اكتسبها القاص المصور محمد الصمادي من خلال التصوير ومراقبة الأحداث بعين المصور كانت مرآة خبرته القصصية التي بدأها ثمانينيات القرن الماضي"، بهذه الإطلالة التي كشف من خلالها الشاعر أحمد طناش شطناوي، عن التفاصيل التي لم يقم لها الصمادي وزنا في عنوانه، ولكن كما يستدرك شطناوي، أن الصمادي أوغل بالتفاصيل ولكن بمشهد قصصي لا يتبع لمنظومة متتالية الأحداث.

    المجموعة القصصية الصادرة حديثا في 126 صفحة من القطع الوسط، يلملم الصمادي في سردها التصويري كل ما أغفلته الكاميرا، ليقتنص منها تلك البنى السردية التي لا تظهر على شاشة الكاميرا، متخذًا من قدرته على الحركة الدائرية التي تحتاجها الكاميرا في فضاء الالتقاط نازعًا لغويا يعيد صناعتها من جديد.

    المجموعة هي شاهد ساخر، أو لنقل شاهد لم ير شيئًا في سكون الدائرة، ولكنه التقط بحدوس الكاتب كل مالاتها التي أفرغتها رغبة الكشف عن المساحات الشاسعة الملونة.

    ولأن التفاصيل كامنة في الرؤى، فقد أسند القاص الصمادي للحكاية دورًا في تتبع الأحداث، فهو معايش من الدرجة الأولى لحركة المجتمع، وراء عين شاردة لكل جناح يرفرف على سارية الحياة، وسليل أوعية نابضة بالوصول والاستدلال على خصوصية الأشياء.

    المجموعة الجديدة تضم في تفاصيلها التي أغفلها العنوان، أو كتمها، أو أفرد عليها ظلال وقت، جرعتان والبقية تفاصيل، نزوة عطر، المدير، فرح، حلم، على سرير الشفاء، رحلة إلى الحياة، يوميات محتضر، بين موت وموت، يحدث هذا غالبا، حكاية عبد ربه، حفل توقيع، ضغط عال، صورة طبق الأصل، لقاء"، تفاصيل تشير لنا، لماذا لم يحفل الصمادي بالتفاصيل في عنوان كتابه، وأكاد أقف على حقيقة واحدة، هي أن الصمادي أراد لنا أن نضيف من تفاصيلنا إلى الجرعتين اللتين أمضى حياته وهو ينزع إلى تأثيثهما بمصل الحياة، جرعة التصوير وما تلتقطه من مساحة ذات ظل وارف، وجرعة الأدب وهو يعود إلى السير عبر مجراها الأليف.  

     

    إرسال تعليق

    التعليقات



    جميع الحقوق محفوظة

    العهدة الثقافية

    2016