هُنا الأمْسُ والآنَ والقادِماتُ
من الوَقْتِ واللَّحظَةُ الهارِبةْ
جِرارٌ مِنَ الهَمِّ مَقْلوبَةٌ
على رأسِ أحْلامِها الخائِبَةْ
أُحاوِلُ تَجْميدَ أعْصابِها
فَتَنْسَلُّ من مِعْصَمي ذائِبَةْ
كأنَّ لها في دَمي بَيْعَةً
وطاعَتُها سُنَّةٌ واجِبَةْ
سأدْفَعُ عَنْها رُسومَ السُّهادِ
وجِزْيَةَ أنْجُمِها الثّاقِبَةْ
وأمْنَحُها عَرْشَ روحي الّذي
تهدَّمَ مِنْ نَزْوَةٍ غاضِبَةْ
تُلاوِعُني.. تَحْتَسي أكْؤُسِي
وَتَمْتَصُّ أنْفاسِيَ اللَّائِبَةْ
وَتُطْلِقُ في الأُفْقِ أشْباحَها
وأدْغالُها عَتْمَةٌ قاطِبَةْ
تَقولُ لِيَ اخْتَرْ غُبارَ السَّديمِ
أو اخْتَرْ جِمارَ النَّوى اللّاهِبَةْ
فَقُلْتُ اخْتَنَقْتُ.. ارحَمي غُرْبَتي
وَحِنّي على دَمْعَتي السّاكِبَةْ
أما مِنْ خِيارٍ أخَفَّ هُنا
ومِنْ هذهِ اللُّعْبَةِ اللَّاعِبَةْ؟؟
أنا راهِبٌ زَوَّجَتْني الحياةُ
تَسابيحَ ذِئْبَتِها الواثِبَةْ!
فصادَقْتُ عُرْوَةَ والشَّنْفَرى
وَجُزْتُ صَحارى الضّنا الشّاحِبَةْ
وَقَرَّرْتُ أُرْخِي لِخَيْلي العِنانَ
لِتَصْهلَ في وَثْبَةٍ غالِبَةْ
وأبْحَرْتُ في المُمْكِنِ المُسْتَحيلِ
وَرَوَّضْتُ أرْكانَهُ الصّالِبَةْ
فما شَفَعَتْ صارِخاتُ الزَّمانِ
وأغْرَتْ بِعُرْسِ المُنى... النّادِبَةْ
تُمَرِّرُ كَفَّ الأَسى في الفُؤادِ
وَتَشْوي حُشاشَتَهُ الذَّائِبَةْ
تُصَفّي بقايا دَمٍ ثائِرٍ
وَتَسْكَرُ في جُثَّةٍ خارِبَة
وَجَرَّتْ هُنا مِزَقي في العَراء
تُبَعْثِرُني ريحُها الحاصِبَةْ
كأنّي وَقَعْتُ على غَفْلَةٍ
بِقَبْضَةِ مُومِسَةٍ تائِبَة
أيا لَيْلَةً طَبَخَتْ أضْلُعي
لِتُطْعِمَ أمْعاءَها السّاغِبةْ
أنا شاحِبٌ مِثْلَ لونِ الغُروبِ
وشَمْسي إلى خِدْرِها ذاهِبَة
دَعي الآنَ ما قد تَبَقّى مَعي
مِنَ الضُّوءِ والكَرْمَةِ الواهِبَةْ
لَعَلِّي أرى في الضُّحى طَيْفَها
هُنا، بَعْدَما ساءَتِ العاقِبَةْ
إرسال تعليق