قال الشاعر والناقد عبد الرحيم جداية، إنّ تبلور الزجل باللهجة اللبنانية عند الأديب حسن ناجي عام 1992م، بدأ في مجموعته الزجلية (إلك رح غني)، وبعد عامين قدم مجموعته الزجلية باللهجة اللبنانية عام 1994م بعنوان:(باقة حلى)، واستمر نشاطه الزجلي ضمن أنشطة أخرى حتى أصدر عام 2007م مجموعته الزجلية الثالثة (وقف نحكي)، ليطرح السؤال نفسه عن شخصية الزجال في حسن ناجي، ضمن مرحلة طويلة من التأليف امتدت من 1972م إلى 2014م في مجموعته الشعرية (قبعة عطر).
وأكد في الندوة التي نظمها فرع رابطة الكتاب بإربد، مساء أمس، أولى حلقات
برنامجه الجديد " مبدعو الزمن الجميل"، والذي سيتابع في مساراته تجارب
مبدعي فرع الرابطة، واستهلها بجيل الثمانينيات، بأن الثنائية المناخات الأدبية
المتجانسة عند حسن ناجي بين مجاميعه الشعرية الست، ومجاميعه الزجلية الثلاث، شكلت
بنية مناخ فكري وأدبي، انبعثت فيها شخصية الشاعر والزجال، لكن المناخات عند حسن
ناجي أعطت بعدا ثالثا في كتابة المسرحيات الشعرية، التي قدمها عام 1984م، حيث قدم
للمكتبة العربية في نفس العام مسرحيتين شعريتين، الأولى بعنوان:(الكنز) والثانية
بعنوان:(العصفور التائه).
إلى ذلك اتجه
الشاعر جداية إلى قراءه الكتابة الأدبية والبنى المعرفية، إلى جانب تسليطه الضوء
على الخطاب الشعري والأنساق الثقافية وأثر
الزجل على قصائد ديوان قبعة عطر، وأثر الزجل السلبي على عمود الشعر، والمرأة في
مناخ حسن ناجي الزجلي، لافتا النظر إلى أن الرجل يشكل مناخا آخر في زجل حسن ناجي.
وأنهى الشاعر
جداية ورقته مؤكدا أن الزجل مناخ إنساني، يعبر فيه الشاعر بكلمات شعبية محكية عن
دواخله، وحياته ويومياته، ومشاعره، وغرائزه، ومكنونات النفس، وما ترى العين وتسمع
الأذن، وتلتقط الحواس، يبوحها حسن ناجي زجلا بكلمات دافئة رقيقة وهذا ليس بعيدا عن
طبع حسن ناجي الرقيق الذي يزف دمعته أمام
الجماهير على خده ويتحشرج صوته كلما تذكر طائرا عبر سماء قلبه ورحل.
وشارك الأديب
موسى النعواشي في الحفل الذي أدار مفرداته الشاعر عصام الأشقر، بقراءة أخرى، فيما
قدم الشاعر والكاتب المسرحي ناجي باقة من قصائده الزجلية في موضوعاتها المتنوعة.
وفي ختام الحفل
الذي حضره حشد كبير من مثقفي إربد، كرّم الأديب النائب يسار خصاونة والأديب المترجم
إسماعيل أبو البندورة وأحمد الخطيب، المشاركين في الندوة، إلى جانب تقديمهم درع
البرنامج إلى المحتفى به.
جميلون. لكم أطيب الأمنيات.
ردحذف