-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

غول الطريق للشاعر د. إبراهيم الكوفحي

 لا شيءَ يَحْزُنُني سوى

 أنّي وصلتُ بلا رفيقِ

كانوا كثيراً

 إذ بدأنا السيرَ  مُذْ عهدٍ سحيقِ

 لَمْ ألقَ منهمْ واحداً

 لمّا أنختُ مع الشّروقِ

 ما كان غيرُ مهنّدي حولي،

 وأحلامي وَنُوقي

كلّ الألى ساروا معي

 أكلتْهُمُ غولُ الطريقِ

 بَرَقَتْ لهُمْ عينٌ لها

 في عتمة الوادي العميقِ

 حذّرتُهمْ: لا تقربوا..

وصرختُ، حتّى جفّ ريقي

 لكنّهمْ صَمّوا،

 وقدْ خُدعوا بذيّاكَ البريقِ

 فإذا هُمُ في لحظةٍ بين المخالبِ والحُلوقِ

 واصلتُ سيريَ،

 والدموعُ تسحّ منّي.. كالوَسيقِ

وحدي على ظهر(السفينةِ)

 وهي تُبحرُ في الخُروقِ

 ضوءُ البصيرةِ(هُدْهدِي)

كمْ جاءَ بالنبأ الصّدوقِ

ما خانني يوماً، لأخشى في الفيافي مِنْ مُعيقِ

 ليس الطريقُ هنا لكُمْ

كَمْ صِحْتُ..في ليلٍ صَفيقِ

 عودوا..، أرى ما لا ترونَ

 هناك منْ وَهْمٍ سَروقِ

أصفيتُهُمْ نُصحي

 لَعَمْرُ اللهِ من قلبِ شَفيقِ

 ما كان لي من حِيلةٍ

 وأنا أصيخُ إلى الزّعيقِ

 والغولُ تضحَكُ،

 وَهْي تمتصّ النّجيعَ من العُروقِ

 وتقضقضُ العَظْمَ الصّليبَ تُحيلُه مثلَ السّويقِ

 ماذا على(نُوحٍ)،

إذا ألفى الغريقَ على الغريقِ

 أو شاهدَ الأمواجَ تخطِفُ إبنَه

 من حِضنِ نِيقِ

 وتصيحُ بالحيتانِ: هذي زوجُه الحَمْقا، فذوقي

 أوَ لمْ يكنْ لهُمُ

نبيّاً ناصحاً في وقتِ ضِيقِ

 إنّي أرى التنّورَ فارَ، وراءه الرّعبُ الحقيقي

هيّا اركبوا في الفُلْكِ طُرّاً قبلَ طوفانٍ مُحيقِ

 هيّا اركبوا..

 هيهاتَ إنْ دَهَمَ المدائنَ منْ لُحوقِ

هيّا اركبوا.. قبلَ النّدامةِ

 إنّني أوفى صديقِ

 ماذا عليه..،

إذا أبَوْا غيرَ التعنّتِ والعُقوقِ!

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016