تشكّل منارات
إبداعية مناخًا لالتقاط ما خفيَ في التجربة الإنسانية للمبدع، ليس من باب التكريم،
فحسب، وهو حقّ للمبدع في حياته، بل لإيجاد مساحة وجدانية للبوح، لإكمال نصف
الدائرة، واستصلاح تربة الزمن وفتنته.
المنارات
التي تستثمر حدوسنا ونحن نطلّ من شرفاتها على مرابط الحياة، تكاد تمشي على ساقين،
أو هي كذلك، فأنت تستمع لكل مؤثرات التجربة، تأتيك راغبة بالوقوف على أسرارها،
تتجلى أمامك على يد من كان مؤهلًا لنزع فتيل انفجاراتها، وبهذا المعنى، تمرُّ على
ثنائية الأقواس، قوس الانشراح الذي يظلل المحتفى به، وقوس الانسلال الذي ينشر
أمامك ألوانه.
تلك، إذًا،
هي حوارية المكاشفة التي خطّ بيانها فرع رابطة الكتاب الأردنيين بإربد، التي
التفتت إلى بحرين يجريان على تربة التشكيل الإبداعي، بحر الأساتذة أصحاب الدرس
الأكاديمي، بحثًا وإبداعًا، وبحر المبدعين الذي يشاكسون رياح الحياة، ويحفرون
ممراتها، ويلتقطون حمولتها.
أمس،كانت
المقاربة، في قاعة المؤتمرات والندوات التابعة لبلدية إربد الكبرى، لمبدع لم يركن
إلى حالة التجاذب التي تحدث عادة بين فرقاء المسير، مبدع ظلّ وفيًا لصوته، وظل
يستمع إلى حدوسه وانثيالات المرايا، عاكسًا ما يراه بيّنًا واضحًا في إيلاف رحلته
بين بصر راءٍ وبصيرة متخيلة، مبدع بلغ من الشعر منزلة السهل الممتنع.
كان تكريمه،
وسط حضور لافت من محبيه وعشاق شعره، وسط تفتح الكلام وتجاوزه للمألوف، هو الشاعر
محمود فضيل التل، صاحب اللحظة العامرة
بالجمال، محاطًا بثلة ممن درسوا شعره، بحثًا وتنقيبًا وإحالاتٍ وتكريمًا، وقدّموه
كما لو أنّ غيمة ماء جابت الأرض لتسقي النبتة الخضراء التي زرعها لحظة تأمل.
النقاد، د.
نايف العجلوني، د. عبد الرحيم مراشدة، ود. عماد الضمور، الذين استأنسوا بالمفردات
ودلالتها،حضروا ومعهم أدواتهم، وحضرت في أدوات القول المساحة الزمنية القارّة في تجربة التل، من
البدايات وحتى قصائده الأخيرة، حضروا وقد فتحوا كوّة النور، لنرى، لنتأمل، لنعيش،هم
أولئك الذين لم يُسطّحوا النقد، بل تجاذبوا أطراف المحطات والمراحل،
محطات ومراحل
كثيرة تلك التي أثث لها النقاد رواقها،
وهم يدفعون بالمعطى القرائي إلى واجهة النص الشعري، وواجهة التجربة في متونها، الرومانسية
وملامحها، وصوت المتكلم، الحب والمرأة، البساطة والسلاسة،الحدث اليومي، النرجسية،
الغناء والموسيقى، الطفولة والأمكنة والذكريات، الحب في مواجهة الموت والزمن،
والحس الوجودي والغربة والاغتراب، والتفات التل إلى تعريف الشعر شعريًا، والنص
الموازي، والأثر الفني، والتحول من المدينة إلى العاصمة، والالتفات إلى تربة
الحياة التي يطل منها الشاعر إلى العالم، والروحانية المكانية، والصدق الفني،
وقراءة الحياة من خلال الشعر، كل هذه المفاتيح حضرت في القراءات التي قدمها
النقاد، ملتفتين إلى ركائزها في النصوص، ومتمثلين انزياحاتها، ومتوجهين إلى إيقاد
شعلة العودة إلى دواوين الشاعر ومعايشتها عن قرب.
الشاعر التل
قرأ في الفاصل الأخير لحفل التكريم، قصيدتين، " الوداعية الأولى، والوداعية
الثانية" حلّتا في العين قبل القلب، وداعيتين كان الهواء النفسي منشغلًا
بهما، وعابرًا لكل موطئ ألم قادته اللغة وحبرته المخيلة وأنسنته الصورة وتمرّدت
عليه الذات وهي تتقدّم نحو محيط عنفوانها وهيبتها.
التكريم
برؤيته الجديدة التي تمثلتها إدارة فرع الرابطة بإربد، له انشغالات وجدانية قبل
التقاط الصور، إذ يتقدّم نخبة من المبدعين لتكريم المحتفى به، وكان ذلك، حين صعد
الناقد د. يوسف بكّار، والشاعر د. محمود الشلبي، والروائي د. محمود عيسى، ليصافحوا
الشاعر التل،ويقلّدوه درع المنارة، ألم تلتقطوا الحكاية بعد؟!.
السيرة الذاتية للشاعر
· محمود فضيل التل
- ولد في مدينة اربد بتاريخ 24/9/1940
- ليسانس علم اجتماع – الجامعة الأردنية 1966
- بدأ حياته العلمية بتاريخ 5/10/1996
أولاً: الوظائف التي شغلها
- مأمور تقدير ضريبة الدخل
- مذيع ومنتج ورئيس القسم الثقافي/الإذاعة الأردنية
- مفتش عمل في وزارة العمل
- مدير معهد الثقافة العمالية في عمان / وزارة العمل
- مدير دائرة البحوث والعلاقات العامة / وزارة العمل
- مستشار عمالي في السفارة الأردنية في الكويت
- مدير دائرة الثقافة العمالية ومدير مشروع الثقافة
السكانية/ وزارة العمل
- سكرتير مؤتمر المغتربين / وزارة العمل.
- مساعد أمين عام وزارة الثقافة
- مدير المركز الثقافي الملكي بالوكالة.
- أمين عام وزارة الثقافة
ثانياً: المؤلفات المنشورة
الثقافة العمالية عام 1974
الأهداف النقابية عام 1975
الثقافة العمالية في البلاد العربية / الجزء الأول عام 1976
الثقافة العمالية في البلاد العربية / الجزء الثاني عام
1977
الخدمة الاجتماعية العمالية ومستوياتها العربية والدولية
عام 1981
الثقافة السكانية "السكان والتنمية وتنظيم
الأسرة" عام 2001
- مؤلف مشارك في عدد من الكتب الثقافية والاجتماعية
ثالثاً: الإصدارات الشعرية
أغنيات الصمت والاغتراب عام 1982
نداء
للغد الآتي عام 1985
شراع
الليل والطوفان عام 1987
وجدتك
عالماً آخر عام 1988
جدار الانتظار عام 1993
هامش
الطريق عام 1995
آخر
الكلمات عام 1998
صحو الطوفان عام 2002
أنشودة
المستحيل عام 2004
مختارات شعرية عام 2006
تحت جنح الليل عام 2011
رابعاً : نشاطات ومهام أخرى
- عضو رابطة الكتاب الأردنيين
- عضو الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
- عضو المنتدى الثقافي في إربد
- عضو مؤسس لإتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
- عضو الجمعية الأردنية للقيادات الإدارية
- عضو مجلس إدارة التدريب المهني/ سابقاً
- عضو مجلس إدارة جريدة الشعب / سابقاً
- عضو لجنة الشعر في مهرجان جرش عام 1985
- مدير تحرير مجلة العمل (الثقافة العمالية فيما بعد) سابقاً.
- عضو هيئة تحرير مجلة أفكار (وزارة الثقافة)سابقاً
- عضو مجلس كلية الإعلام في جامعة اليرموك للعام الجامعي
2011-2012
- عضو مجلس كرسي عرار / جامعة اليرموك
- كتب القصة القصيرة ونشر بعضها في الصحف الأردنية والمجلات
المحلية. إضافة إلى بحوث ودراسات ثقافية وأدبية واجتماعية وإعلامية ونقدية.
- شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والدورات
والمهرجانات في الأردن وفي عدد من الدول العربية والأجنبية في مجالات:
"الشعر .
الأدب. الثقافة العمالية والعمل. والسكان والثقافة السكانية. الإعلام. التنمية
والطفولة. والثقافة والفنون والإدارة"
- قدمت عنه رسالة ماجستير عنوانها
" محمود فضيل
التل – حياته وشعره " قدمها الأستاذ عماد عبد الوهاب الضمور. نال عنها درجة
الماجستير منقسم اللغة العربية وآدابها – في جامعة مؤتة عام 1996
- ترجمت بعض أشعاره إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية
والإيطالية
- حظيت تجربته الشعرية باهتمام العديد من النقاد والباحثين الأكاديميين والمهتمين بالحركة الأدبية والثقافية سواء من الأردن أو بعض الدول العربية. فأغنوها بأفكارهم وتحليلاتهم. ملقين الضوء على تطورها ومجالاتها وخصائصها الفنية والإبداعية
إرسال تعليق