-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

هل يصبرُ الجُلّاسُ؟ للشاعر د. إبراهيم الكوفحي




ما عاد يُصغي للقريضِ النّاسُ

     وأين ذاك الشاعرُ الحسّاسُ؟  

فليس عند قائليه فكرةٌ

         مُدْهشة لها يُهَزّ الراسُ  

ولا بيانٌ عندهمْ يَسحرُ بال

     جمالِ، أو يُسكِرُ منه كاسُ 

ولا بصيرةٌ تضوّئ المدى

     لديهُمُ، إنْ عربدَتْ أغلاسُ

كلّا، ولا شجاعةٌ، ليصدَعُوا

         بكلْمةِ الحقّ التي تُداسُ

كمْ(أمسياتّ) قدْ أقيمتْ عَبَثاً

      إذ عازها الإبداعُ والإيناسُ  

لا تعجبَنْ إنْ غادر الجمهورُ عند

        البدءِ، أو غَشِيَهمْ نُعاسُ  

قصائدٌ تُلقى بها، لكنّها

         كَجُثَثٍ ليس بها أنفاسُ 

أوْلى بها، لو أنهمْ قدْ عَقَلوا

   من هذه المجالسِ الأرماسُ

سُحْقاً لها، كمْ لوّثتْ من نَتْنها

  الأجواءَ قبلَ يُفتحُ القِرطاسُ  

ما أكثرَ الشعرَ بعصري، إنّما

      أربابُه الجُهّالُ والأنكاسُ  

أسفارُه مغاورٌ خاويةٌ

    تسكنُها السّعلاةُ والنّسناسُ  

أضحى القريضُ لعبةً لفظيّةً

     قدْ ملّها الطباقُ والجِناسُ  

وَصُوَراً(وَهْميّةً) ممجوجةً

تلهو بها الفوضى والانتكاسُ  

وليس إنْ أصغيتَ من موسيقةٍ

عاطِرةٍ، هلْ يصبرُ الجُلّاسُ!
  

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016