في
أمسية افتتاح الدورة الجديدة لرابطة الكتاب الأردنيين فرع إربد، حضر الشعر بمائه
الواضح، وتربته الصالحة لمغازلة الفكرة، وحضرت معها رسالة الشعر من بابها
الاستذكاري والإشاري، كما حضرت الموسيقى
بمنازلها الإيقاعية.
الأمسية
نفسها التي نظمها فرع إربد، مساء أمس الأول، وقاد سفينتها الروائي أحمد
بشتاوي، وحضرها نخبة من مثقفي إربد، تقاسم روضتها الشاعران د. إبراهيم الكوفحي، ود.
علي هصيص، إذ قدما سياحتها الشعرية على مرحلتين، تراسلت معها حواس الحضور الذي
أصغى لكل مفردة نبتت في عالمها رؤًى متنوعة.
الشاعر
الكوفحي قرأ من مجلد أعماله الشعرية، مستندًا على ذاكرة إربد ومكانتها في القلب
والوجدان، مؤكدًا على حضورها الطاغي وهي تفرد أمام الحضور عديد الصور من مراحل
الصبا، من خلال قصائد مورقة .
ومن أجواء أناشيده :
غــــداً.. بُنَيَّ، عيدُنا في (إربـــدِ)
ما أجمَــــــلَ العيـــدَ بأرضِ المولدِ
غــداً.. نلاقي الأهلَ والأحباب في
كلِّ الميـــادين.. بغـــير موعـــــدِ
وجــــوهُهُمْ مشرقــــــــةٌ.. كأنَّها
زَهْـرُ (أبانَ) في ربيعها النـــدي
أو ماءُ نبعِـها، تنــــــزّى صافياً
للَّـــــــهِ ما أعْذَبَـــــــه من مَــوْرِدِ.
ومن
جهته ذهب الشاعر هصيص إلى متابعة الأبعاد الإنسانية والسياسية في قراءاته التي
التقطها من الفضاء القريب من الإشكالات التي تواجه الناس، مستحضرا اللغة المكثفة
التي استعانت بالنقر السريع على شبكة الاستقبال المرئية لكل من راح يتفحصها في
سياق ما نشاهده من آثار حياتية.
من
أجواء ما قرأ:
كم شرقاً
أبحر هذا
المتوسط
كم أبعد يابسة عن يابسة
كم عانى من
مرض الحمّى وتعافى
كم زمناً
أبعد عن
ساحله
كم أرسى لممالك روما أطرافا .
إرسال تعليق