-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

في مَصْفق (الأصنام) للشاعر د. ابراهيم الكوفحي

إبراهيم الكوفحي



 الأرضُ منْ سَفَهٍ، ومن

 رِجْسٍ، ومنْ ظلمٍ تنوحْ

تهفو إلى ماءِ السماءِ

 متى يسحّ.. لتستريحْ

عمّ الوبا كلَّ الأماكنِ

 ليس تلقى منْ صحيحْ

مِنْ أزمُنٍ.. لمْ يغتسلْ

 جَسَدٌ لها يشكو القُروحْ

(وَدٌّ) هناك على الجبالِ

وذاك (نَسْرٌ) في السّفوحْ

 كم جاهلٍ يغدو على

 تلك (الحجارةِ) أو يروحْ

 متخشّعاً..، يرجو ندى

 قلبٍ لها صَلْدٍ شحيحْ

 ومقاولٍ يبغي التربّحَ

 راح يُهديها المُسوحْ

ويَشيدُ بالمالِ الحرامِ

 لها المعابدَ والصّروحْ

 شَرْوى (يهوذا) في الخفا

 ويخاله الناسُ (المسيحْ)

في مَصْفقٍ..، هيهاتَ

 يعرفُ غيرَ مَتْجرِهِ الرّبيحْ

 وأخي احتيالٍ كلّ يومٍ

ألفُ نصّ في المديحْ

 شيطانُهُ بَطَلٌ (مَقاميٌّ)

 تلعَّبُ بالفصيحْ

يُلقي.. ويُلقي لا يملّ

 الزّيفَ والكذِبَ الصّريحْ

كلٌّ بمُهْجتِهِ يُفدّي

(إفْكَهُ).. وبألفِ روحْ

مَنْ قام ينقضُ منه شيئاً

عاد مَيْتاً أو كسيحْ

عصرٌ تحجّرَ ، لا يعادي

غيرَ ذي لُبّ نَصيحْ

الأرضُ تنهشُها (جهنّمُ)

كمْ تضجّ ، وكمْ تصيحْ

 في كلّ يومٍ زَعْزَعٌ

منها تشوّهها.. لَفوحْ

 لا بدّ من طبّ سماويٍّ

 لتندملَ الجُروحْ

 ويعودَ للوجهِ البشاشةُ

بعدَ دهرٍ منْ كُلوحْ

ويرفّ غبَّ ذبولِهِ

في حَبّة القلبِ الطُّموحْ

لا بدّ من طوفانِ (نوحْ)

 لا بدّ من طوفانِ (نوحْ)

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016