لا يملكُ الشهداءُ وقتاً يكتبونَ به الوصايا
بل يملكون الوقتَ، كلَّ الوقتِ،
في رسمِ الخطى،
نحو الصعود إلى الأفق
لم يأبهوا فيما ستحملُه المراثي من مديحِ الذّاتِ
مجبولاً بدمعِ الأمهات،
لم يجرؤوا، رغمَ البطولةِ،
أن ينظروا في عينِ أمٍّ تحبسُ الدمعاتِ
حتى تغسلَ الحسراتِ
أو ما قد تبقى من دمٍ حيٍّ
على جبهاتِ مَنْ عادوا على الأعناقِ مرفوعين
حتى يعبروا عتباتِ قلبٍ هدّه تعبُ السنين
سوفَ تبكي حسرةً فيما سيأتي من فصول،
وجعٌ ينوءُ بحمله جبلٌ تعالى في السّماء،
لكنّها ستعيدُ ترتيبَ السريرَ له،
وترقبُ أن يعودَ من الحقول
لا يملكُ الشهداءُ وقتاً يكتبونَ به الوصايا
لم يَعْنِهمْ ماذا نردّدُ من هتافاتٍ تمجِّدُ فعلَهُم،
يتسابقونَ إلى الصعودِ إلى السماءِ
ويتركونَ وراءهَم أحلامَهم من غيرِ سوء،
لا تمسحوا أسماءَهم من دفترٍ رسميّ
وإنْ فعلوا، فلا تلغوا صداقتَهم
بل احتفظوا بأرقامِ الهواتِفِ
علّهُم يتذكرونَ سماعَ أصواتٍ
سيشتاقونَها يوماً، لِتُؤنِسَهم بِوِحدَتِهم،
لقد صعدوا بأجنحةٍ من الأنوارِ
والأنوارُ بوصلةٌ تضيءُ طريقَنا نحو الوطن
14/4/2022 – 16/4/2022
-----------------------
صورة أم الشهيد فواز حمايل من بلدة بيتا (محافظة نابلس) وهي تنتظر عودة ابنها الشهيد لتلقي نظرة الوداع الأخيرة، هي أبلغ تعبيراً عن كل الكلمات...(س.م))
إرسال تعليق