نَشَرَتْ نَثيرَ سُطوعِها اللَّألاءُ
فاسْتأنَستْ بِرحابِها الآلاء
وتمايلتْ حُسناً فزاد بهاؤها
نورًا جَلا منْ نُورِها الحَسناءُ
فتَبسمي إنْ شِئتِ أو فتَجَهَمِي
فكلاهما سِحرًا طَغى الإغواءُ
أفإنْ أتاني حُلوُها أو مُرُّها
فهما بِمَدرَجةِ الجمالِ سَواءُ
مُرِّي على ذا القلبِ سادنةَ السَّنا
بُشرى تُصافحُ صَفْوَها العذراءُ
خضراءُ يانعةٌ يُؤرْجِحُها الهوى
طربًا يُمانِعُه الِّلذَاذَ حَياءُ
نسَّاجُ سَجَادِ الصَّلاة رحيقُها
ونَشيجُ نَجواها سنىً وسناء
أحتاجُ روحي كي أراها خَلوةً
نورًا، ونورُ صلاتِها استشفاء
فالجرحُ جاشَ عِواؤهُ منْ غَوْرِه
دمعًا نديًّا سَحَّ فيه بَلاء
فوددتُ سَعيَ المستزيدِ لِعطرِها
وخُذِلتُ حين تجاسرَ الإبْطاءُ
أخطيئتي أنِّي عشقتكِ زهرةً
فاحتْ بها من فَوْحِها الأرجاءُ؟
كينونتي يا عِفَّةَ الوطنِ الذي
يَرنُو له دمُ ضَحْوةٍ وفِداءُ
هذي صَلاتكِ نورُ عَبدٍ ناسكٍ
ومَغارَ مَجهلةٍ أنارَ دُعاءُ
يا حُلوة العينينِ قلبكِ واحةٌ
في رحْبِها صَفحٌ نَمَا وصَفاءُ
قَدَرٌ رحيمٌ قد حَباني زورةً
فشَفَى غليلي يا حَنونُ رَوَاءُ
أُهديتُ مِنكِ سَماحةً ومَلاحةً
ومُلِئتُ حين أفاضَ مِنكِ إناءُ
لمْلمْتُ أطرافًا ألمّ بها النُّهى
ممَّا وَهبتِ ومَا اجْتَباهُ سَخاءُ
يا سَلوةَ الرُّوحِ امتناني أنَّ بي
روحًا يُعانِقُها رضًا وهناءُ
أتراكَ يا قلبي أثِمْتَ بحبِها
أمْ أنَّ حبَّكِ يا عفافُ نَجاءُ؟
زَجَرَ الحُروفَ جوابُه بِتمنعٍ
ومَشى على زَرَدِ السُّؤالِ جَفاءُ
إذْ كيفَ يأثمُ خافقٌ منْ ذاتِهِ
أوْ تَزْدَري وَهَّابَها النَّعماءُ؟
أوْ أنَّ رُوحًا تختفي من ذاتِها
إنْ جفَّ جَفنٌ أو يَعُمَّ عَماءُ؟
الحبُّ مِسرجةٌ وزيتُ فَتيلِها
نُعمَى الحياةِ رَفيدُها الأضْواءُ
هُوذا نِداءٌ لا سبيلَ لِفهمهِ
نورٌ سَرِيٌّ مُجتلاهُ خَفَاءُ
_______
إرسال تعليق