أذكر أنني قرأت قبل أكثر من أربعين عاماً عن ( الساعة اللغويّة( وخلاصة الموضوع- كما أظنّ- أن النّصوص تتغيّر أولوية الكلمات فيها مع الزمن؛ فكل مائة عام تظهر كلمات جديدة وتتوارى كلماتٌ أخرى، تتقدّم كلمات وتتراجع غيرها.
وقد جرت أبحاث لدراسة مئات النصوص واستخراج أكثر ٢٥٠٠ كلمة مستعملة فيها، ومن ثمّ دراسة نصوص تنتمي إلى قرن لاحق وهكذا.
فكانت النتيجة أنّ هناك كلماتٍ لا تترك موقعها مثل( أل التعريف، في، عن، من ، هذا ، هو، هم ). وفي كل قرن تتسلل كلمات جديدة لتحل محل أخرى تراجعت خارج حرم ال ٢٥٠٠ كلمة.
وهكذا يمكن التعرّف على عمر النصّ مثلما يجري التعرّف على عمر الآثار بالنّظائر المُشعّة.
ولديّ اقتراح قريب من الساعة اللغوية، وهو الساعة الإسمية؛ خذ مجتمعاً ما، وارصدْ أبرز مائة اسم للذكور ومثلها للإناث.
وأعد التجربة كل قرن؛ ستلاحظ أن بعض الأسماء انقرضت، وبعضها الآخر استوُلدَ حديثاً، وبعضها استمرّ بنفس القوة( محمد ، علي، عبدالله ) عند المسلمين، ( سليم ، سلامة، عيسى) عند المسيحيين وهكذا.
وستلاحظ أن العكس حدث مع الإناث ، فلم نعد نطلق ( خديجة، شمسيّة، فاطمة) على بناتنا إلا في نطاقٍ ضيّق. وتوسّعنا في أسماء مستحدثة( تالا، ريما، رنا) الخ..
وستكتشف أن اختيار الأسماء لا يخضع لنظامٍ ظاهر، ففي مدينة الرّمثا مثلاً لا تكاد تجد شخصاً اسمه ( حسني، صدقي، يزيد) .
وفي الأردن لا تجد أحداً اسمه ( عبد المتعالي، عبد الشّكور، عبد الصّمد) علماً بأنها تعود لأسماء الله الحسنى.
إذن من خلال دراسة احصائية للأسماء يمكننا تحديد الفترة الزمنية والبقعة الجغرافية ، والتعرّف على المخيال الاجتماعي
إرسال تعليق