أنهضُ
بكامل جوعي للأمل
من
عاصفة الرماد
هُنا
تحتَ شجرةِ الكينا الغامقةِ بخضرةِ أوراقِها
عندَ
بوابةِ المخيمِ
لوحتْ
هراوةٌ صغيرةٌ لي
ما
أصغرَ حلمي
وما
أبعدَ الكلماتِ عن المدفئة
لم
تكن السماءُ رحيمةً
كانت
سيولُ النكبةِ تتراقصُ فوق الأولاد
وهم
يعبرون الطرقاتَ إلى الوحل
..
وهنا
على
طرف المعنى تجلسُ الخيمةُ
يجلسُ
صوتُ الندهاتِ الحارةِ على الله
تجلسُ
دموعُ أمهاتٍ مريضاتٍ بالأمل
يجلسُ
آباءٌ يتفقدون أصابِعَهم المقطعةِ
في
معارك الظِلال
يجلسُ
أولادٌ وهم يلوكون لَسعَ أحلامهم بالدفء
..
كُنا
ننتظرُ العرباتُ الضالةِ لتوزعَ علينا الخبز
وحين
تأتي يدٌ صغيرةٌ لتعطينا حلمًا
نُقبِّلُ
الريح
ونركضُ
بأحذيتنا الممزقةِ إلى العراء
..
كأنهُ
الشتاءُ المريضُ بالسيول
لم
يكن يعرف أحدًا منا
يقضمُ
أطرافَ الخيمة
ثم
يركضُ بها إلى هناك
يسقطُ
الجوع
يسقطُ
الخوف
يسقطُ
السلاحُ المخبأُ تحت الوسائد
يسقطُ
رجالٌ بشورابِهم الكثةِ
تسقطُ
نساءٌ بأسمالهن الحزينة
يسقطُ
كهولٌ تحت شجرة الكينا
يسقطُ
السروُ العالي
يسقطُ
الحلمُ
يسقطُ
الأملُ
وفي
ساعةٍ مُرَّةٍ كانت الجثثُ الطرية
تتشمسُ
في الطرقات
مرصوصةً
قرب آهةٍ صغيرة
نبحثُ
لها عن قبورٍ نائيةٍ
حتى
لا نبكي من لعنة البرد
..
أيتها
الرياحُ العاتيةُ
والمصابيحُ
المعلقة في خُرافة الضوء
أيتها
النساء الحبالى بالوهم
أيها
الرجال العائدون من الخزي
أيتها
النكبة
يا
مرضى العطف
لا
تتغنوا بالشتاء
لا
ترقصوا على جثث أصدقائنا في السيول
لا
ترسلوا لنا بطانياتِ وكالة الغوثِ
لا
تعلمونا كيف نحبُ الله
لا
تتقدموا منا لنبوسَ لِحاكم الأنيقةِ
كل
شيءٍ هنا يسيلُ
الثقوبُ
المعلقةُ في الخيام
الصفيحُ
الممزقُ برصاص الأخوة الأعداء
مطابخُ
الأونروا المريضةِ بالجرذان
وجوه
لصوصِ الخيام المجدورةِ
عصيُ
رجال الأمن المختلين عقليا
الذبابُ
الأزرق
المراحيضُ
المفتوحةُ على الغارب
الجهاتُ
المانحة للعار
أبواقُ
المتحدثين باسم الألم
الغربانُ
الواقفة على أعمدة الكهرباء
حقولُ
الخوف المديدة في الجوار
كل
شيءٍ يسيل
سوى
الدموع
إرسال تعليق