ذِرَاعَانِ تَشتَبِكَانِ
كشَرنَقَةٍ
مِن خُيُوطِ القَمَرْ
رَمَادٌ،
وأبخِرَةٌ مِن صَدَى
والنِّهَايَةُ تجثُو عَلَى الحَدَقَاتِ،
وثَمَّةَ وَقعُ خُطًى فِي المَدَى
تقول لهُ
لَم يَعُدْ فِي الزَّمَانِ سِوَى لَحظَةٍ يَا رَفيقِيَ،
فَلنَختَلِسْهَا مَعًا
قَالَ: بَل نَنتَظِرْ
وَحِيدَيْنِ،
والدَّربُ مُمتَلِئٌ بِالهَوَامِّ؛
وُجُوهٌ مُكَرَّرَةٌ،
والمَلامِحُ مُغبَرَّةٌ،
والعُيُونُ استِدَارَةُ سَاعَةْ
تَقولُ لَهُ
تِلكَ آخِرُ قَطرَةِ مَاءٍ عَلَى الأرضِ،
فَلنَقتَسِمْهَا مَعًا
قَالَ: أسمَعُ، فِي الغَيبِ، وَقعَ المَطَرْ
تُرُوسٌ مِنَ الرِّيحِ مُعطِبَةٌ
لا تَكُفُّ؛
تَلُفُّ عَلَى هُدُبِ السَّائِرِينَ،
وتَسحَبُهُمْ فِي الدُّرُوبِ الطَّوِيلَةْ
ولِلحَشدِ حَلقٌ مِنَ المِلحِ
يَبتَلِعُ المُتعَبِينَ،
وسَاقٌ مِنَ الصَّخرِ
تَسحَقُ مَن يَتَلَفَّتُ،
والحَشدُ لا يَسمَعُ الحَشدَ والصَّرَخَاتِ الهَزِيلَةْ
وُجُودٌ مِنَ الغَيمِ؛ لَيسَ يُرَى مِنهُ
إلَّاهُ،
يَمتَدُّ حَتَّى اكتِمَالِ الخَدِيعَةِ
قَالَ لَهَا- حِينَ أَهلَكَهُ المُستَحِيلُ-
"هَلُمِّي إِلَى
الظِّلِّ"..
كَرَّرَهَا، وتَلَفَّتَ؛
لا خَبَرٌ، لا أثَرْ!
يَحُطُّ عَلَى مُقلَتَيْهِ الظَّلَامُ،
ومِن جَسَدِ الأَمسِ تَطلَعُ
عَينَانِ
تَختَرِعَانِ القَمَرْ
إرسال تعليق