جاءَ شَيْـخُ الفُصولِ عَذباً قَديماً قِدَمَ اللّيلِ ...
والسُّهولُ
تَرامَتْ بينَ كَفيْهِ أنْهُراً، وأناشيدَ ،
بِلاداً قديمةً
كُنتُ أنْمو
بَيْنَ غِزْلانِها ،
أكانَ حَصاها
فِضّةً فِي دَمي تُضيءُ ؟
أكانَ الفجرُ في
الغابِ حِينَها ؟
لمْ يَكنْ في
الأرضِ ضوْءٌ وحِنْطَةٌ ...
لمْ يَكُنْ
للرّيحِ سَقْفٌ يرُدُّها
كلُّ شَيءٍ
غائِماً كانَ كالنّعاسِ،
أكانتْ نَشوَةٌ
تَسْتفزُّني أمْ صَلاةٌ ؟
… أكمِل النَّقْصَ
يا إلهيَ -
كانت شَمْسُ
أوروكَ في دمي ،
ورِدائي دافئاً
كانَ كالتّرابْ..؟
*
زهرةٌ في
التّلالِ تَخْتضُّ ...
طَيرٌ يَتَحَرّى
شِباكهُ :
كَيْفَ يَنْجو ؟ -
-أيْنَ كِلكامشُ
القديمُ ؟
تَراءَتَ في
اشْتِباكِ الغيومِ عِشْتارُ ،
كمْ كانَ حنيني
مُدَوّياً :
قدَماها تَقرآنِ
الطريقَ، كلُّ بخورٍ كانَ حتْماً
بخورَها، كلُّ
رَمْلٍ ثَمِلٌ مِنْ شَذى القدمينِ ،
ثمَّ نساءٌ
يبتهلنَّ إلى الحَصَى ، ويُغَنّينَ
وكانَ النَّهارُ
يَصْعَدُ عَذباً
منْ سَواقي
" أوروكَ " ، يُلقي
لعِشْتارَ
رِداءَهُ ، تتَعالى غَيْمةٌ منْ سَريرِها
الخصبِ ، يعلو
طائرٌ من ثيابها كغَزالٍ
- أهوَ كِلْكامشٌ ؟
هَتفَتُ ،
فضجَّتْ أنْهُرٌ
ثرَّةٌ ، وفاضَ نهارٌ
والغيومُ
تَكَسَّرَتْ ، سالَ مِنْها
الضُّوءُ
والعنْبَرُ القَديمُ ...
*
غَسَلْنا
خَيْلَنا بالحَنينِ ...
أيُّ سَريرٍ
خضّبَ الكونَ فجأةً ؟
وصَعَدْنا مع
الغيومِ ، ذُهلنا :
أمةٌ من قصائدٍ
وخيولٍ
أين يمتـدُ ذلك
البرجُ ؟ أين الغيـمُ
يمضي كما
الهوادجُ ؟
صِحْنا :
كلُّ مجدٍ لبابلٍ
، كلُّ غيمٍ لرملها
لا هواها ينحني
أو يشيخُ ، لا النارُ تفنى ...
عشبةٌ تفلِقُ
الصّخورَ، وطيرٌ يتَحدّى الظّلامَ ،
كيف وَصلْنا ؟
كلُّ آجرّةٍ تضيءُ
لآشورَ طريقاً
لقبرهِ ...
*
وشمَمْنا
الدَّمْعَ والمِلحَ في التّلالِ ،
سَمِعْنا دمَ
عِشْتارَ صاعِداً مثلَ فجْرٍ
..
واجـِهوا الريحَ بالفؤوسِ -
غَرِقْنا في دَمِ
الريحِ هائجينَ
وظَلَّ السّهْلُ
رطْباً من الدّماءِ
وظلّتْ نجمةٌ في
دمائنا
تتلظّى ...
إرسال تعليق